فالصلاة داخل الصلاة، إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا بهذه الصيغة، حتى أنهم قالوا: لا يجوز أن تقول: اللهم صل على سيدنا محمد؛ لماذا؟ لأن هذا اللفظ متعبد به، فلا تجوز الزيادة عليه ولا النقصان منه، إلا ما جاء في بعض الروايات دون بعض، يعني كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، شيخ الإسلام يقول: ما ثبت الجمع بين إبراهيم وآل إبراهيم، مع أنه ثابت في الصحيح، وهذا يدلنا على أن الإنسان مهما بلغ من العلم والاطلاع والحفظ والإتقان والضبط وسعة في المحفوظ والإطلاع أنه لن يخرج عن قول الله -جل وعلا-: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [(٨٥) سورة الإسراء] يعني كما نفى ابن القيم قال: لم يثبت الجمع بين اللهم والواو في قول: اللهم ربنا ولك الحمد، مع أنه ثابت في الصحيح، يعني قد يعتذر لشيخ الإسلام ولابن القيم أن النسخ التي بأيديهم على رواية ليس فيها الجمع؛ لأن روايات الصحيح مختلفة يوجد في بعضها ما لا يوجد في الآخر، وعلى كل حال هم بشر، يعني أئمة وكبار وأهل علم وعمل، لكن مع ذلك ليسوا بمعصومين.
"ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قولوا: اللهم صل على محمد)) " الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- منهم من فسرها بالرحمة، ومنهم من فسرها بالثناء عليه بالملأ الأعلى كما ذكره البخاري عن أبي العالية.
((وعلى آل محمد)) ويختلفون في الآل، وبين ذلك ابن القيم -رحمه الله- في جلاء الأفهام، وذكر الخلاف والأدلة، لكنها في موضع قد يترجح قول، وفي موضع آخر قد يترجح قول، فهنا جاء في بعض الروايات أزواجه وذريته، فيدخل فيهم الأزواج، وجاء في بعض النصوص ما يدل على أنهم من تحرم عليه الصدقة، وجاء في بعض النصوص ما يدل على أنهم أتباعه على دينه، المقصود أن أولى ما يفسر به الحديث بالحديث، الرواية بما جاء الحديث الواحد بما جاء في بعض رواياته، الحديث بما جاء في حديث آخر، لكن إذا جاء في رواية أخرى فهي أقرب إليها من غيرها، مثل ما جاء في أزواجه وذريته.
على كل حال آل محمد مختلف فيهم كما قال أهل العلم، ويشمل الأتباع، ويشمل الأزواج، ويشمل الذرية، ويشمل من تحرم عليهم الصدقة، فالمسألة على الخلاف المعروف بين أهل العلم.