((كما صليت على آل إبراهيم)) وثبت أيضاً: ((كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم)) الكاف هذه من يقول: إنها كاف التشبيه، يعني صلي عليه صلاة كصلاة على إبراهيم قالوا: كيف يشبه فيكون المشبه أقل من المشبه به، ومعلوم أن منزلة محمد -عليه الصلاة والسلام- أعظم من منزلة إبراهيم؟ هذا إشكال قائم عند أهل العلم، قالوا: إن هذه الكاف كاف تعليل، وليست بكاف تشبيه، ويش معنى تعليل؟ يعني لو قال الوالد لولده: أعطني كما أعطيت ولدك، الولد صغير وأعطي ريال مثلاً أو خمسة، هل يظن بالوالد أنه يقول: أعطني ريال أو أعطني خمسة؟ أو من حيث المبدأ أنت أعطيته الآن فأعطني، ولا يلزم أن يكون القدر واحد، يعني إذا أعطى الولد ريال ثم جاء الأب قال: أنت تعطي أولادك وتتركني وما أدري إيش؟ أعطني كما أعطيت ولدك، ليس المقصود به نفس المقدار، إنما للعلة التي وجدت، العلة أنك بدأت بالإنفاق؛ لأنه يقول له أبوه من يوم عشرين من الشهر: أعطني يا ولدي، أعطني يا ولدي، قال: انتظر حتى يطلع الراتب، حتى نستلم آخر الشهر، جاء في يوم من الأيام وأعطى أولاده، طيب أولادك ما انتظرت آخر الشهر، ولا انتظرت الراتب، أعطني كما أعطيتهم، ولا يعني هذا أن تعطيني نفس المقدار، ما يلزم منه هذا، إنما العطية بقدر الحاجة، ومثله لو قالت الأم، ومثله لو قالت الزوجة، ما يلزم أن تعطى بقدر ما أعطي الولد، أو ما أعطيت البنت، أو ما أشبه هذا.
((وبارك على محمد)) البركة هي الزيادة في كل شيء، الزيادة في منزلته -عليه الصلاة والسلام-، الزيادة في علمه الذي بثه وبلغه لأمته، الزيادة في عمله وعمل أمته -عليه الصلاة والسلام- التي هي في الحقيقة له من الأجر مثل ما لهم بسببها.
((وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين)) يعني كما نشرت ذكرهم، وزدت من فضلهم بحيث استفاض ذلك، واشتهر بين العالمين، فصار لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أكثر مما حصل لإبراهيم وما حصل لآل إبراهيم.