"فقال: والذي بعثك في الحق ما أحسن غيره فعلمني، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء)) " وقمت هنا أردت القيام، كما في قول الله -جل وعلا-: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ} [(٦) سورة المائدة] يعني إذا أردتم القيام؛ لأن الفعل -وهذا مر بنا مراراً- الفعل الماضي الأصل فيه الفراغ منه، ويطلق ويراد به الشروع فيه لا الفراغ منه، كما سيأتي في الحديث، حديث أبي مسعود:((إذا كبر فكبروا)) يعني إذا فرغ ((إذا ركع فاركعوا)) يعني إذا شرع في الركوع لا إذا فرغ منه، فعندنا {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} [(٦) سورة المائدة] إذا أردت القيام، إذا أردت الصلاة {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} [(٩٨) سورة النحل] يعني أردت القراءة، يطلق الفعل الماضي ويراد به الإرادة، ويطلق ويراد به الشروع في الفعل ((إذا ركع فاركعوا)) على ما سيأتي، هل معناه إذا أراد الركوع؟ نعم؟ هل معناه إذا أراد الركوع؟ يعني ركع قبله مجرد إرادته؟ لا ليس المراد به إذا أراد الركوع، وليس المراد به إذا فرع من الركوع كما هو الأصل في الماضي، إنما يراد به إذا شرع في الركوع، يعني بدأ الركوع، وليس المراد به إذا شرع في الهوي إلى الركوع، يعني باشر الركوع اركع.