للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} [(١٦٢ - ١٦٣) سورة الأنعام] يعني كما جاء في آخر سورة الأنعام {إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي} [(١٦٢) سورة الأنعام] صلاتي وذبيحتي {وَمَحْيَايَ} [(١٦٢ - ١٦٣) سورة الأنعام] كله، المحيا كله، والممات كله، يعني جميع التصرفات ينبغي أن تكون على مراد الله -جل وعلا-، جميع تصرفات الإنسان ينبغي بل على المسلم أن تكون على مراد الله -جل وعلا-، فحياته كلها لله، ومماته لله، لله رب العالمين، لا شريك له، لا يلتفت إلى أحد سواه، ولا يصرف شيئاً مما لا يجوز صرفه إلا لله -جل وعلا-.

((لا شريك له، وبذلك أمرت)) أمره الله -جل وعلا- بذلك ((وأنا من المسلمين)) التوجيه سواءً كان النبي -عليه الصلاة والسلام- أو غيره ممن يقول هذا الذكر، نعم هو من المسلمين حقيقة، وإذا قلنا: إن الإسلام دين الأنبياء كلهم ما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- أول المسلمين، وإذا قلنا: إن الإسلام المراد به هذه الشريعة التي جاء بها النبي -عليه الصلاة والسلام-، صار محمد -عليه الصلاة والسلام- أول المسلمين، لكن ماذا عن أتباعه؟ هل الأولى أن يقول المسلم: وأنا أول المسلمين أو وأنا من المسلمين؟ وهل تغير الصيغ الثابتة المتعبد بها من أجل مثل هذا؟ أو نتلو اللفظ المتعبد به كما هو؟ يعني للمسلم أن يقول: وأنا أول المسلمين وهو في الحقيقة ليس بأول المسلمين لكن هو متعبد بهذا اللفظ، يعني في القرآن تقول: وأنا أول المسلمين، يجوز لك أن تغير، تقول: ما أنا بأول المسلمين إذاً أغير؟ لا يجوز، فهل تغير في مثل هذا الحديث؟ نعم جاء في بعض الروايات: ((وأنا من المسلمين)) وأما على الرواية الأخرى: ((وأنا أول المسلمين)) كما في الآية {وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [(١٦٣) سورة الأنعام] يكون المراد بذلك اتباع لفظ القرآن.