للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد يقول قائل: إن الناس جربوا آيات لأنواع من الأمراض فشفوا بإذن الله، ويكون هذا من باب الإثبات بالتجربة على ما يقولون، لكن الأصل في هذا الباب أعني في باب العلاج بالنص أما عموم الرقى أمرها واسع ما لم تكن شركاً، وتخصيص كل اسم من أسماء الله -جل وعلا- أو آية من الآيات ينتزع منها الإنسان مناسبة لهذا المرض هذا يحتاج إلى دليل، وإن كان ابن القيم -رحمه الله- قد يفعل مثل هذا، وذكر في القسم الطب من زاد المعاد ذكر آيات، وذكر أشياء يقول: إنها مجربة جربت وخصصها لبعض الأمراض وبعض الأوجاع، لكن الأصل أن الاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- فلا يتوسع في مثل هذا {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء} [(٨٢) سورة الإسراء] (من) هذه بيانية وإلا تبعيضية؟ من يقول: إنها بيانية يقول: كل القرآن على حد سواء، كله شفاء، يعني بإمكانه أن يقرأ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [(١) سورة المسد] على مريض ويشفى، هذا إذا قلنا: إن (من) بيانية، وإذا قلنا: إنها تبعيضية فآيات الرقية غير آيات الأحكام، وآيات الأحكام غير آيات المواعظ والقصص، يعني بعض الإخوان اجتهد ودعي لرقية شخص مريض وعرف عنه ارتكاب بعض المحرمات، يعني يتساهل في شرب الخمر، يتساهل في الزنا -نسأل الله السلامة والعافية-، وعنده بعض المنكرات الكبائر، فقرأ عليه آية الفرقان وينفث عليه، ويقرأ {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [(٦٨) سورة الفرقان] ثم ينفث عليه، هذا لا يريدها رقية، إنما يريدها موعظة له، الرجل على فراش الموت لعله أن يتوب، فهذه التصرفات لا شك أنها ليست مرضية؛ لأن هذا يعني وإن كان الهدف طيب، لكن الهدف لا يبرر أن يرتكب أمر غير مشروع، وجاء بالنصوص التي تحرم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [(٩٠) سورة المائدة] نصوص كلما لوحظ على هذا الشخص جاء بنص ونفث عليه به، ولا شك في أن قصد هذا الراقي طيب ومعروف بالرقية، لكنه استغل الظرف الموجود بالموعظة، نقول: مثل هذا