"لولا الكلب لسرقت الدار" لولا الكلب ماذا صنع الكلب؟ هل هو سبب مؤثر أو غير مؤثر؟ نعم؟ ليس بسبب، يعني هو كونه نبح هل معنى أنه خلّص الدار من السرقة؟ نبح الكلب فخاف السارق وهرب، هذا ليس بسبب، لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- سبب، وفرق بين هذا وهذا، وحينئذٍ يقال: إن أبا طالب انتفع بالسبب، وأصحاب الدار انتفعوا عنده لا به، يعني فرق بين كلام الأشعرية الذين يقولون: إن الأسباب لا تنفع، وأن النفع يكون عندها لا بها، وبين كلام أهل السنة أن النفع يكون بها لا لذاتها، يعني لا تؤثر بذاتها كما يقول المعتزلة، لكنها يحصل بها نفع؛ لأن الله -جل علا- جعل فيها هذا النفع، فكون السراق يفرون إذا سمعوا صوت الكلب فتسلم الدار من السرقة لا بالكلب وإنما عند وجوده؛ لأنه لو لم يوجد مثلاً ووجد صوت غير صوت الكلب، أو انتبه صاحب الدار من غير صوت، فهذا السبب حقيقة غير مؤثر بخلاف الأسباب المؤثرة التي جعل الله فيها التأثير باطراد.
طالب:. . . . . . . . .
إيه، لكن هل في النصوص ما يدل على أن غير المنافقين لا يشاركونهم؟ ما في ما يدل، إنما هي للمنافقين في الأصل، لكن قد يبلغ المشرك من الظلم والجور مثل فرعون مثلاً، وما أكثر من يشبه فرعون؛ لماذا لا يستحقون هذه الدركة من دركات النار؟ لا سيما وأن أبا طالب ما فيه أدنى لبس ولا خفاء، وكأنه آمن بقلبه حينما قال:"ولقد علمت" وكفر وعاند وأصر وأبى أن ينطق بكلمة التوحيد.
يقول: إذا قرأ الإمام سورة في آخرها سجدة وسجد هل إذا رفع يركع أم لا بد أن يقرأ ثم يركع؟
لا، إن قرأ فهو آمن من اللبس، يعني يخشى من اللبس؛ لأنه إذا رفع من السجدة وقام إلى الركوع قد يسجد بعض الناس، إذا كبر للقيام ثم كبر للركوع قد يسجد بعض الناس، ودفعاً لهذا اللبس إذا قرأ آية أو آيتين من السورة التي بعدها أو من .. ، كان أفضل ليندفع هذا اللبس.