أما سودان بن حمْرَان عَلَيْهِ الْعنَّة فانه هُوَ الَّذِي ضرب عُثْمَان رض = فَقتله فَلَمَّا رَآهُ عبد لعُثْمَان رض = وثب عَلَيْهِ فَقتله فَوَثَبَ قتيرة على الْغُلَام فَقتله فَوَثَبَ عبد آخر لعُثْمَان رض = على قتيره فَقتله فَكَانَ سودان بن حمْرَان أول من قتل يَوْم الدَّار
٧٧ - ذكر مقتل مَالك الأشتر
كَانَ مُحَمَّد بن أبي بكر عَاملا على مصر من قبل عَليّ بن أبي طَالب رض = فاضطربت عَلَيْهِ وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَبعث عَليّ رض = الأشتر ليَكُون عَاملا عَلَيْهَا فَعظم ذَلِك على مُعَاوِيَة وَعلم أَنه أَن قدم الأشتر مصر كَانَ أَشد عَلَيْهِ من مُحَمَّد فَبعث مُعَاوِيَة إِلَى الْمُقدم على الْخراج بالقلزم وَقَالَ إِن كفيتني الأشتر لم آخذ مِنْك خراجا مَا بقيت وَبقيت
وَخرج الأشتر من الْعرَاق يُرِيد مصر فَلَمَّا أنْتَهى إِلَى القلزم أستقبله ذَلِك الرجل وَعرض عَلَيْهِ النُّزُول فَنزل عِنْده فَأَتَاهُ بِطَعَام فَأكل وَأَتَاهُ بشراب من عسل وَقد سمه فَلَمَّا شربه مَاتَ فِي الْحَال وَكَانَ مُعَاوِيَة يَقُول لأهل الشَّام إِن عليا قد بعث الأشتر إِلَى مصر فَادعوا الله عَلَيْهِ فَكَانُوا يدعونَ الله عَلَيْهِ كل يَوْم فَأقبل الَّذِي سقَاهُ إِلَى مُعَاوِيَة فَأخْبرهُ بمهلك الأشتر فَخَطب مُعَاوِيَة النَّاس وأعلمهم بذلك
لما بلغ عليا رض = مَوته قَالَ لِلْيَدَيْنِ والفم وَكَانَ قد ثقل عَلَيْهِ الأشتر لِأَشْيَاء نقلت عَنهُ وَقيل أَنه لما بلغ مَوته أسترجع ونعاه إِلَى النَّاس وَكَانَ هَذَا هُوَ الصَّحِيح لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَارِهًا لَهُ لما ولاه مصر
وَكَانَ الأشتر قد روى الحَدِيث عَن عمر وَعلي خَالِد بن الْوَلِيد وَأم ذَر وروى عَنهُ جمَاعَة لكنه كَانَ منحرفا عَن عُثْمَان وَكَانَ مِمَّن ألب النَّاس عَلَيْهِ وَمِمَّنْ سَار إِلَيْهِ فَقتله وَقد ذكرنَا ذَلِك