رض = وَحَكَاهُ عَن أَحْمد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نبغي} يُوسُف ٦٥ أَي مَا نطلب وَقد سماهم الله مُؤمنين فِي حَال قِتَالهمْ فَقَالَ {وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا فأصلحوا بَينهمَا} إِلَى قَوْله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَة فأصلحوا بَين أخويكم} الحجرات ٩ ١٠
وَكَانَ مُعَاوِيَة وَأَصْحَابه وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة رض = قد خَرجُوا يطْلبُونَ بِدَم عُثْمَان الْمَظْلُوم رض = وَقَالُوا لعَلي رض = ادْفَعْ إِلَيْنَا قَتله عُثْمَان رض = وَكَانُوا جمَاعَة مُعينين فَلم يفعل فَيحْتَمل أَن يكون مذْهبه أَن الْجَمَاعَة لَا تقتل بِالْوَاحِدِ وَقد رُوِيَ أَنه قتل أهل النهروان لأَنهم قتلوا عبد لله بن حنيف وَفِي هَذِه الْمَسْأَلَة خلاف بَين أهل الْعلم
وأنما ذكرنَا عمارا هَهُنَا لِأَنَّهُ كَانَ منحرفا عَن عُثْمَان رض = وخلعه وألب النَّاس عَلَيْهِ كَمَا ذكرنَا
وَقد ذكر الجاحظ أَن عمارا قَامَ وسط مَسْجِد الْمَدِينَة فَقَالَ نَحن قتلنَا عُثْمَان كَافِرًا وَكَانَ يمْنَع أَن يدْفن فِي مَقَابِر الْمُسلمين وَأَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فِي مصلاهم حَتَّى ترك على مزبلة ثَلَاثَة أَيَّام لم يدْفن فدفنه أبن االزبير فِي خُفْيَة فِي بِئْر فِي حش كَوْكَب وَمُحَمّد بن أبي بكر فِي بني تَمِيم يعاونون عمارا
٨١ - ذكر مقتل عمر وبن الْحمق الْخُزَاعِيّ
كَانَ عَمْرو بن الْحمق الْخُزَاعِيّ من أَصْحَاب حجر بن عدي الْكِنْدِيّ وَكَانَ حجر مِمَّن يعيب عُثْمَان وَمُعَاوِيَة رض = وَيَزْعُم أَن هَذَا الْأَمر لَا يصلح الا فِي أل عَليّ بن أبي طَالب رض = وَكَانَ زِيَاد بن أبي سُفْيَان يَوْم جُمُعَة يخْطب فَأطَال الْخطْبَة وَأخر الصَّلَاة فَلَمَّا خشِي حجر فَوت الصَّلَاة أَخذ كفا من حَصى وَرمى بِهِ زيادا وَقَامَ إِلَى الصَّلَاة وَقَامَ النَّاس مَعَه فَنزل زِيَاد وَصلى بِالنَّاسِ وَكتب إِلَى مُعَاوِيَة يُخبرهُ فَكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة أَن أبْعث بِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute