وَكتب أَيْضا أَن الله ألف بَين قُلُوب الْمُسلمين على طَاعَته وَقَالَ {لَو أنفقت مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا مَا ألفت بَين قُلُوبهم} الْأَنْفَال ٦٣ وَهُوَ مفرقها على مَعْصِيَته فَلَا تعجلوا على أحد بِحَدّ قبل استيجابه فَإِن الله جلّ ثنائه يَقُول {لست عَلَيْهِم بمصيطر إِلَّا من تولى وَكفر} الغاشية ٢٢ ٢٣ من كفر داويناه بدوائه وَمن تولى عَن الْجَمَاعَة أنصفناه وأعطيناه حَتَّى نقطع حجَّته وعذره إِن شَاءَ الله
وَعَن مُحَمَّد وَطَلْحَة قَالَا قَامَ عُثْمَان رض = بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ إِن النَّاس يبلغنِي عَنْهُم هناة وهناة وَإِنِّي وَالله لَا أكون أول من فتح بَابهَا وَلَا أدَار رحاها أَلا وَإِنِّي زام نَفسِي بزمام وملجمها بلجام فأقودها بزمامها وأكعمها بِلِجَامِهَا ومناولكم طرف الْحَبل فَمن أتبعني حَملته على الْأَمر الَّذِي يعرف وَمن لم يَتبعني فَفِي الله خلف مِنْهُ وعزاء عَنهُ أَلا وَإِن لكل نفس يَوْم الْقِيَامَة أئقا وشهيدا سائقا يَسُوقهَا على أَمر الله وَشَاهدا يشْهد عَلَيْهَا فَمن كَانَ يُرِيد الله بِشَيْء فليبشر وَمن كَانَ إِنَّمَا يُرِيد الدُّنْيَا فقد خسر وَعَن مُحَمَّد وَطَلْحَة قَالَا كتب عُثْمَان رض = إِلَى النَّاس اكتفوا بِاللَّه من كل أحد وَاسْتَعِينُوا بِاللَّه على النَّاس فَإِن الله يمع من شَاءَ وَيفرق من شَاءَ لَا جَامع لما فرق وَلَا مفرق لما جمع أعدُّوا لَهُ الطَّاعَة وَالْعَمَل الصَّالح وَقُولُوا حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل
١٩ - ذكر سُقُوط الْخَاتم فِي بِئْر اريس
فِي سنة ثَلَاثِينَ وَقع خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يَد عُثْمَان رض = فِي بِئْر أريس وَهِي على ميلين من الْمَدِينَة وَكَانَت قَليلَة المَاء فَمَا أدْرك قعرها بعد ذَلِك وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتَّخذهُ يخْتم بِهِ الْكتب وَكَانَ من فضه نقسه مُحَمَّد رَسُول الله ثَلَاثَة أسطر فتختم بِهِ حَتَّى توفّي ثمَّ تختم بِهِ