وَعَن أبي الحارثة وَأبي عُثْمَان قَالَا لما قدم ابْن السَّوْدَاء مصر عجمهم فاستخلاهم واستخفلوه فَعرض لَهُم بالْكفْر فَأَبْعَده وَعرض لَهُم بالشاق فاطمعوة
فَبَدَأَ يطعن على عَمْرو بن الْعَاصِ وَقَالَ مَا باله أَكْثَرَكُم عَطاء وَرِزْقًا أَلا ننصب رجلا من قُرَيْش يُسَوِّي بَيْننَا فاستحلوا ذَلِك مِنْهُ وَقَالُوا كَيفَ نطيق ذَلِك مَعَ عَمْرو وَهُوَ رجل الْعَرَب قَالَ تستعفون مِنْهُ ثمَّ يعْمل عَملنَا غَيره ونظهر الائتمار بِالْمَعْرُوفِ فَلَا يردهُ علينا أحد فاستعفوا مِنْهُ وسألوا عبد الله بن سعد فأشركه عُثْمَان رض = مَعَ عَمْرو فَجعله على الْخراج وَولي عمرا الْحَرْب وَلم يعزله ثمَّ دخلُوا بَينهمَا حَتَّى كتب كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى عُثْمَان رض = بِالَّذِي يبلغهُ عَن صَاحبه وَركب أُولَئِكَ واستعفوا من عَمْرو وسألوا عبد الله فأعفاهم من عَمْرو فَلَمَّا قدم عَمْرو على عُثْمَان رض = قَالَ مَا شَأْنك قَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت مُنْذُ وليتهم اجْمَعْ أمرا وَلَا رَأيا مني مُنْذُ كرهوني وَمَا أَدْرِي من أَيْن أتيت فَقَالَ عُثْمَان رض = لكني أَدْرِي لقد دنا أَمر هُوَ الَّذِي كنت أحذره وَلَقَد جائني نفر من ركب تردد عَنْهُم عَمْرو وكرههم أَلا وَأَنه لَا بُد لما هُوَ كَائِن انه يكون فان كابرتهم كذبُوا وحتجوا وان كفكفتهم لم ينكئوا محرما لَهُم وَلم تثبت لَهُم حجَّة وَالله لأسيرن فيهم بِالصبرِ ولأتابعنهم مَا لم يعْص الله عز وَجل
٣٢ - ذكر خبر الْمَدِينَة عَن مُحَمَّد وَطَلْحَة قَالَا ولي عُثْمَان رض = وَهُوَ أحب إِلَى قُرَيْش من عمر رض = وَوَاللَّه مَا مَاتَ حَتَّى مله من مله من قُرَيْش واستطالوا حَيَاته وَقَالُوا اللَّهُمَّ أَرحْنَا مِنْهُ لمَنعه أياهم وحبسهم عَن الَّذِي هُوَ خير لَهُم
وَعَن مُحَمَّد وَطَلْحَة قَالَا لما ولي عُثْمَان رض = لم يَأْخُذهُمْ بِالَّذِي كَانَ يَأْخُذهُمْ بِهِ عمر رض = فانساحوا فِي الْبِلَاد فَلَمَّا رأوها وَرَأَوا الدُّنْيَا ورأهم النَّاس انْقَطع من لم يكن لَهُ طول وَلَا مرتبَة فِي الْإِسْلَام وَكَانَ