وَكَانَ أول كتاب كتبه عُثْمَان رض = إِلَى عُمَّال الْخراج أما بعد فَإِن الله خلق الْخلق بِالْحَقِّ وَلَا يقبل إِلَّا الْحق خُذُوا الْحق وأعطوا بِهِ وَالْأَمَانَة الْأَمَانَة قومُوا عَلَيْهَا وَلَا تَكُونُوا أول من يسلبها فتكونوا شُرَكَاء من بعدكم إِلَى مَا إكسبتم وَالْوَفَاء الْوَفَاء وَلَا تظلموا الْيَتِيم وَلَا الْمعَاهد فَإِن الله وَرَسُوله خصم لمن ظلمهم
وَكَانَ كِتَابه إِلَى الْعَامَّة أما بعد فَإِنَّكُم إِنَّمَا بَلغْتُمْ مَا بَلغْتُمْ بالاقتداء والأتباع فَلَا تلفتكم الدُّنْيَا عَن أَمركُم فَإِن أَمر هَذِه الْأمة صائر إِلَى الابتداع بعد إجتماع ثَلَاث فِيكُم تَكَامل النعم وبلوغ أَوْلَادكُم من السبايا وَقِرَاءَة الْأَعْرَاب والأعاجم الْقرَان فَإِن رَسُول الله قَالَ {الْكفْر فِي العجمة فَإِذا استعجم عَلَيْهِم أَمر تكلفوا وابتدعوا} وَعَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب رض = إِن أَمر بني إِسْرَائِيل لم يزل معتدلا حَتَّى كثر فيهم المولودون أَبنَاء سَبَايَا الْأُمَم فَقَالُوا فيهم بِالرَّأْيِ فضلوا وَضَلُّوا بني إِسْرَائِيل
وَعَن عَاصِم بن سُلَيْمَان عَن عَامر الشّعبِيّ قَالَ أول خَليفَة زَاد فِي أعطيات النَّاس مائَة عُثْمَان رض = فجرت وَكَانَ عمر رض = فرض لكل نفس منفوسة من أهل الْفَيْء فِي رَمَضَان درهما فِي كل يَوْم وَفرض لِأَزْوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دِرْهَمَيْنِ فَقيل لَهُ لَو وضعت لَهُم طَعَاما وجمعتهم عَلَيْهِ فَقَالَ أشبعوا النَّاس فِي بُيُوتهم فاقر عُثْمَان رض = الَّذِي كَانَ عمر رض = صنعه وَزَاد فَوضع طَعَاما فِي رَمَضَان فَقَالَ للمتعبد الَّذِي يتَخَلَّف فِي الْمَسْجِد وَلابْن السَّبِيل والمعترين بِالنَّاسِ فِي رَمَضَان