(٢) أي بجعل الأسماء دالة على أوصاف المخلوقين فيجعلها الملحد في أسماء الله دالة على التمثيل: ووجه كونه إلحاداً: أن من اعتقد أن أسماء الله سبحانه وتعالى دالة على تمثيل الله بخلقه، فقد أخرجها عن مدلولها، ومال بها عن الاستقامة، وجعل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم دالاً على الكفر، لأن تمثيل الله بخلقه كفر لكونه تكذيباً لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وقال تعالى: {هل تعلم له سميا} . قال نعيم بن حماد الخزاعي ت سنة ٢٢٨هـ: " من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه " نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء (٥/٦١٠) . ولا شك أن هذا التشبيه من الشرك أيضاً وقد فسر بعض الأئمة الإلحاد بالشرك فروى ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/١٦٢٣) عن قتادة أن يلحدون هو يشركون وروى عن عطاء ت: سنة ١١٥ الإلحاد هو المضاهاة ونقلهما السيوطي في الدر المنثور (٣/٢٧١) . (٣) لأن القول بالمماثلة بين الخالق والمخلوق يستلزم نقص الخالق سبحانه لأن تمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصاً بل إذا كان تفضيل الكامل بالناقص يحط من قدره فكيف بتمثيل الكامل بالناقص:
ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا وسيأتي مزيد تفصيل لذلك في كلام المؤلف في القاعدة السادسة من قواعد الصفات وفي القاعدة الرابعة من قواعد الأدلة، وانظر مقدمة القول المفيد للمؤلف ص ١٣. (٤) كقوله تعالى {ليس كمثله شيء} . (٥) أي على صفات المخلوقين. (٦) لأنه قد أخرجها عن مدلولها ومال بها عن الاستقامة وجعل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم دالاً على الكفر لأن التمثيل بخلقه كفر.