للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الرحيم الحيي الكريم (١)

- الحيي الستير (٢)

- العظيم الحليم (٣)

ولعل الله ييسر لمن يفرد بحثاً في توضيح وجه الكمال في اقتران الأسماء في الكتاب والسنة.

وللإمام ابن القيم كلام جميل في الحكمة من اقتران أسماء الله تعالى

وختم الآيات بها أنقلها للفائدة فقال: رحمه الله: " أمر سبحانه بتدبر كلامه والتفكر فيه، وفي أوامره ونواهيه وزواجره ولولا ما تضمنه من الحكم والمصالح والغايات المطلوبة والعواقب الحميدة، التي هي محل الفكر لما كان للتفكر فيه معنى وإنما دعاهم إلى التفكر والتدبر ليطلعهم ذلك على حكمته البالغة وما فيه من الغايات والمصالح المحمودة التي توجب لمن عرفها إقراره بأنه تنزيل من حكيم حميد.

فإن ما في خلق الله وأمره من الحكم والمصالح المقصودة بالخلق والأمر والغايات الحميدة أمر تشهد به الفطر والعقول ولا ينكره سليم الفطرة.

ويذكر تعالى هذين الاسمين عند ذكر مصدر خلقه وشرعه تنبيهاً على أنهما إنما صدرا عن حكمة مقصودة مقارنة للعلم المحيط التام لقوله: (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) [النمل: ٦]

وقوله: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) [الزمر: ١]


(١) لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيراً) أخرجه الحاكم عن أنس وهو في صحيح الجامع الصغير (١٧٦٨) .
(٢) رواه أبو داود برقم (٤٠١٢) ، والنسائي (١/٧٠) ، والبيهقي (١/١٩٨) .
(٣) لما رواه مسلم (٤٨/٨٣) عن ابن عباس (إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم) .

<<  <   >  >>