للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: (سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى * فجعله غثاءً أحوى) (١)

[الأعلى: ١-٥] ففي هذه الآيات الكريمة أوصاف كثيرة لموصوف واحد ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء.

- وأما العقل: فلأن الصفات ليست ذوات (٢) بائنة (٣) من الموصوف حتى يلزم من ثبوتها التعدد وإنما هي من صفات من اتصف بها فهي قائمة به وكل موجود (٤) فلابد له من تعدد صفاته ففيه صفة الوجود (٥)


= صاحب العرش وأنه المجيد وأنه الفعال.
ملاحظة: اختلف القراء في كلمة المجيد فقرأ نافع وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالرفع على أنه صفة لقوله (ذو) وقرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم المجيد بالخفض على أنه نعت للعرش وهو قول الأزهرى كما في كتابه القراءات (٢/٧٦٣) واستظهره ابن أبي مريم في الموضح (٣/١٣٥٦) أو أنه صفة (لربك) كما هو قول أبي على الفارسي في الحجة (٦/١٣٩٣)
وانظر الخلاف في الكشف لمكي القيسي (٢/٣٦٩) ومشكل إعراب القرآن لمكي (٢/٨٠٩) والفريد للهمداني (٤/٦٥٣)
(١) فوصف نفسه بأنه الأعلى وأنه الذي خلق وأنه الذي سوى وقدر وهدى وأخرج المرعى.
(٢) ذوات: خبر ليس منصوب بالكسرة.
(٣) أي منفصلة.
(٤) ... (أي حقيقة كما سيأتي في القاعدة الأولى من قواعد الصفات، إذ أن الوجود قسمان
أ) وجود ذهني وهو الذي يكون في الأذهان كالتصورات والخيالات التي تدور في النفس
ب) وجود خارجي ويسمى بالوجود العيني وهو الوجود المادي للشيء المتشخص في الأعيان كالشجر والحجر.
انظر تعريفات الجرجاني ص ١٠٤، كشاف التهانوي (٤/٣٠١) ومنظومة السبزواري مع شرحها للمرتضي المطهري (١/٢٠٥) والأجوبة المرضية لتقريب التدمرية لبلال الجزائري ص ٣٥
(٥) ... ظاهر كلام المؤلف أن الوجود صفة لله ومشى عليه السفاريني في اللوامع (١/٤٢) وللناس في ذلك أقوال:

<<  <   >  >>