وَأَرَادَ عبد الرَّحْمَن ان الحابي من السِّهَام وان كَانَ ضَعِيفا فقد أصَاب الهدف هُوَ خير من الزاهق الَّذِي قد جازه بِشدَّة مرّة وقوته. وَلم يصبهُ وَضرب السهمين مثلا لواليين أَحدهمَا ينَال الْحق أَو بعضه وَهُوَ ضَعِيف وَالْآخر يجوز الْحق وَيبعد مِنْهُ وَهُوَ قوى.
وَقَوله: وان جرعة شروب أَنْفَع من عذب موب. والشروب من المَاء هُوَ الْملح الَّذِي لَا يشربه النَّاس الا عِنْد الضَّرُورَة. والموبىء: الضار الْمدْخل فِي الوباء وَهُوَ الْمَرَض والحرف مَهْمُوز فَترك همزَة ليقابل بِهِ الْحَرْف الَّذِي قبله وَهَذَا أَيْضا مثل ضربه لِرجلَيْنِ أَحدهمَا أرفغ وأضر وَالْآخر أدون وأنفع.
وَقَوله: وان الْحِيلَة بالْمَنْطق أبلغ من السُّيُوب فِي الْكَلم يُرِيد: أَن الْقَلِيل من القَوْل مَعَ التلطف مِنْهُ أبلغ من الهذر وَكَثْرَة الْكَلَام بِغَيْر رفق وَلَا تلطف.
والسيوب: مَا سيب وخلي فساب اي: ذهب وَمِنْه سمي الرجل السَّائِب.