وَقَالَ فِي حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين أَنه كَانَ يخْتَار الصلوة على الْجد ان قدر عَلَيْهِ فان لم يقدر عَلَيْهِ فقائما فان لم يقدر فقاعدا.
حَدَّثَنِيهِ ابو وَائِل عَن عبد الله بن حمْرَان عَن ابْن عون عَن مُحَمَّد. الْجد شاطيء النَّهر وَهُوَ الْجدّة أَيْضا وَأكْثر مَا يُقَال: جدة بِالْهَاءِ وَبِه سميت جده لِأَنَّهَا سَاحل الْبَحْر. قَالَ ذَلِك الْأَصْمَعِي وَقَالَ كل طَريقَة من سَواد أَو بَيَاض فَهِيَ جدة. الْجد فِي غير هَذَا الْبِئْر يكون فِي أَجود الْمَوَاضِع من الْكلأ.
ومعني الحَدِيث انه كَانَ يخْتَار لراكب السَّفِينَة أَن يصلى عَليّ شاطىء النَّهر ان قدر على ذَلِك فان لم يقدرصلى فِي السَّفِينَة قَائِما فان لم يقدر صلى قَاعِدا. وَهَذَا مَذْهَب النَّاس جَمِيعًا اذا كَانَ لَهُ عذر فان كَانَ يقدر على الْقيام بِغَيْر مشقة وَلم يفعل فان ابْن الْمُبَارك كَانَ يرى عَلَيْهِ الاعادة والى ذَلِك يذهب أَبُو يُوسُف وَمُحَمّد. وَأما أَبُو حنيفَة فَكَانَ يَقُول: ان صلى فِي السَّفِينَة جَالِسا من غير