للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحِثِّيثَى١ وقالوا: الهجِّيرى٢ وَهْوَ كثرةُ القولِ بالشيءِ والكلامُ بهِ.

وقالَ الأخفشُ: الأهجيرَى٣ وَهْوَ كثرةُ كلامهِ بالشيءِ يرددهُ.

القسمُ الثاني علَى ضربينِ:

أَحدهما "فِعْلَةٌ" يُرادُ بها ضَربٌ مِنَ الفعلِ "فِعْلَةٌ" يرادُ بها المرةَ وذَلكَ الطِعْمَةُ وقِتْلَةُ سوءٍ وبئْسَتِ المِيتَةِ إنّما تريدُ: الضربَ الذي أَصابهُ مِنَ القتلِ وكذلكَ: الرِّكَبةُ والجِلْسَة وقَدْ تجيءُ الفِعْلَةُ لا يرادُ بها هَذا٤ نحو الشِّدَةِ والشِّعْرةِ والدِّريةِ وَقَدْ قالوا: الدَّريةُ٥، وقالوا: ليتَ شِعْري٦، فحذفوا كما قالوا: ذَهَبت بعذرتِها وهوَ أَبو عُذرِها وهوَ بزنتهِ أَي بقَدْرهِ والعِدَةُ والضِّعَةُ والقِحَةُ لا تريدُ شيئًا من هَذا وأَمَّا المرةُ الواحدةُ من الفعل فهي فعلة نحو ضربة وقومة وقالوا أتيته إتيانه٧، ولقيته لِقاءةً وهوَ قليلٌ وقالوا: غَزَاةٌ فأرادوا عَمْلَةً واحدةً وحجةَ عَمَلِ سَنَةٍ وقالوا: قَتَمةٌ٨ وسَهَكَةٌ٩ وخَمُطةٌ اسمٌ لبعضِ الريحِ كالبَنّةِ١٠ والشَّهْدَةِ والعَسَلةِ ولم يُرِدْ فَعَلَ فَعْلَةً.


١ الحثيثى: كثرة الحث.
٢ في الأصل "هجيرا".
٣ في الأصل "الأهجيرا".
٤ أي: هذا المعنى.
٥ في الأصل "الدرة"
٦ هو من شعرت شعرة. قال سيبويه ٢/ ٢٢٣ "أصله" فعلة مثل الدرية والفطنة فحذفت الهاء، والشاعر مأخوذ منه. وليت شعري: كلام يساق للتعجب والغرابة وانظر: أدب الكاتب: ٦٢.
٧ في "ب" ايتانا.
٨ قتمة: الغبار الأسود.
٩ سهكة: صدأ الحديد.
١٠ البنة: الرائحة طيبة كانت أم كريهة.

<<  <  ج: ص:  >  >>