كتاب الأصول في النحو

باب الحرف الذي يضارع به حرف من موضعه - مما يستحسن للشاعر إذا اضطر أن يحذفه - ج: 3 - ص: 447

الضربُ الثاني: مِمّا يستحسنُ للشاعرِ إِذَا اضطر أَنْ يحذفَهُ:

الحذفُ نوعان١:

الأولُ: قَصْرُ الممدودِ٢ لأَنَّ المدَّ زيادةٌ فإذا اضطر الشاعرُ فقصرَ فَقَدْ رُدَّ الكلامَ إلى أصله وليسَ له أَن يمدَّ المقصورَ كما لم يكنْ لَهُ أَن لا يصرفَ ما ينصرفُ لأَنَّهُ لو فعلَ ذلكَ لأَخرجَ الأَصلَ إلى الفرعِ والأُصولُ ينبغي أَن تكونَ أَغلبَ مِنَ الفروعِ وهوَ في الشعرِ كثيرٌ ولكنْ لا يجوزُ أَن يمُدَّ المقصور.

---

١ زيادة من "ب".
٢ لم يمثل ابن السراج لقصر الممدود واكتفي بالقول: فإذا اضطر شاعر فقصر، فقد رد الكلام إلى أصله، قال ابن عصفور في المقرب/ ١٧٠ "وقصر الممدود جائز باتفاق، لأن فيه رد الاسم إلى أصله، بحذف الحرف الزائد الذي قبل آخره نحو قوله:
لابد من صنعا وإن طال السفر.
فقصر صنعاء للضرورة، إلا أن الفراء اشترط في جواز قصر الممدود أن يكون المقصور مما يجوز أن يجيء في بابه مقصورا نحو: صنعاء ... والبصريون لا يتشرطون ذلك في قصر المدة". قال ابن عصفور: وعلي مذهب أهل البصرة ورد السماع.