للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ ما جاءَ علَى ثلاثةَ أَحرفٍ:

عَلَى: الاستعلاء للشيءِ١ ويكونُ أَن يطوَى مستعليًا كقولِكَ: أَمررتُ يدي عليهِ ومررتُ على فُلانٍ كالمثلِ٢، علينَا أَميرٌ وعليهِ دَينٌ لأَنهُ شيءٌ اعتلاهُ ويكونُ مررتُ عليهِ مررتُ على مكانِه ويجيءُ كالمثلِ وهو اسمٌ ولا يكونُ إلا ظرفًا ويَدلُّ علَى أَنَّهُ اسمٌ قولُ بعضِهم٣:

"غَدَتْ مِنْ عَلَيهِ ... "


١ كقولك: هذا على ظهر الجبل، وهو على رأسه.
٢ قال سيبويه ٢/ ٣١٠: وأما مررت على فلان فجرى هذا كالمثل، وعلينا أمير كذلك.
٣ جزء من صدر بيت وتكملته:
غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها ... تصل وعن قيض ببيداء مجهل.
ويروي: بزيزاء مجهل، وهو من شواهد سيبويه ٢/ ٣١٠، على دخول "من" على "على" لأنه اسم في تأويل "فوق" كأنه قال: غدت من فوقه.
وغدا: بمعنى صار، أي: انصرفت القطاة من فوقه فهو غير مخصوص بوقت دون وقت بخلاف ما إذا استعمل في غير معنى صار فإنه يختص بوقت الغداة. والظمء بالكسر ما بين الشربين، والوردين، وتصل أي: يسمع لأحشائها صليل من يبس العطش والقيض: قشر البيضة الأعلى الذي يلبس البيضة فيكون بينها وبين قشرها الأعلى ويقال له: الفرقئ أيضا. والمجهل: الصحراء التي يجهل فيها إذ لا علامة فيها وصف قطاة أقامت مع فرخها حتى احتاجت إلى ورد الماء، عطشت فطارت تطلب الماء عند تمام ظمئها، وأراد بذكر الفرخ سرعة طيرانها لتعود إليه مسرعة لأنها كانت تحتضنه. والشاهد لمزاحم العقيلي.
وانظر: المقتضب ٣/ ٥٣، وأدب الكاتب/ ٥٠٠، والكامل للمبرد/ ٤٨٨، وشرح السيرافي ٢/ ٥٣، والموجز لابن السراج ١٠٨، والمخصص ١٦/ ٦٥، وشرح أدب الكاتب للجواليقي/ ٣٤٩، وابن يعيش٨/ ٣٩، والاقتضاب/ ٤٢٨، ومعجم المقاييس ٤/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>