للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرابعُ: ما شُبهَ بالمنقلبِ مِنَ الياءِ كُلُّ شيءٍ من بناتِ الواوِ والياءِ كانت عينُه مفتوحة تُمال ألفهُ أَما ما كانَ من بَناتِ الياءِ فتمال أَلفهُ لأَنَّها في موضع "ياءٍ" وبدلٌ مِنْها وأَما بناتُ الواوِ فشبهوها بالياءِ لغلبةِ الياءِ علَى هذه اللامِ إِذا جاوزت ثلاثةَ أَحرفٍ. وقد يتركونَ الإِمالة فيما كانَ على ثلاثةِ أَحرف من بنَاتِ الواوِ نحو: قَفَا وعَصَا والقَنَا١، والقَطَا والإِمالةُ في الفعل لا تنكسرُ نحو: غَزَا٢.

الخامس: ما يُمالُ لأَنَّ الحرفَ الذي قبلَ الألفِ تكسرُ في حَالٍ أعني في "فَعَلْتُ" وذلكَ نحو: خِاف وطِابَ وهِاب وهيَ لغةٌ لبعضِ أَهلِ الحجازِ فأَمالوا: لأَنَّهم يقولونَ: خِفْتُ وطِبْتُ وهِبْتُ وأَما العامةُ فلا يميلونَ.

قالَ سيبويه: وبلغَنا عن ابن أبي إسحاق٣ أَنهُ سَمع كُثّير٤ عزةَ يقول: صار بمكان٥ كَذا وكذَا وقرأَ بعضُهم خِافَ٦ ولا يميلونَ غيرَ


١ في الأصل "الفتا" بالفاء.
٢ انظر: الكتاب ٢/ ٢٦٠.
٣ ابن أبي إسحاق، هو عبد الله. كان أعلم أهل البصرة وأعقلهم. فرع النحو وقاسه وتكلم في الهمز حتى عمل فيه كتابا مما أملاه. مات سنة ١١٧هـ وقيل: سنة ١٢٧هـ ترجمته في مراتب النحويين/ ١٢. وأخبار النحويين/ ٢٠ وطبقات الزبيدي ٢٧ وإنباه الرواة ٢/ ١٠٧.
٤ كثير عزة: هو أبو خصر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود من فحول شعراء الإسلام، صاحب عزة التي عرف بها وعرفت عزة به. وأصبح كل منهما يعرف بصاحبه أكثر مما يعرف بأبيه أو قبيلته. مات سنة ١٠٥هـ ترجمته في الأغاني ٢١/ ١١٠ طبقات ابن المعتز/ ١٦٤. وفيات الأعيان ٣/ ٢٦٥ الشعر والشعراء/ ٣١٦ لسان العرب "كثر" خزانة الأدب ٢/ ٣٨١.
٥ في الأصل "مكان" وانظر: الكتاب ٢/ ٢٦١.
٦ خاف، البقرة: ١٨٢، وهود: ١٠٣ وإبراهيم: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>