للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العسل فأنت شرّاب, ومثل ذلك "فعول" لأنك تريد به ما تريد "بفَعَّال" من المبالغة, قال الشاعر:

ضَروبٌ بنصلِ السيفِ سُوقَ سمانها ... إذا عَدِموا زادًا فإنك عاقر١

"وفِعالٌ" نحو "مِطْعان ومِطْعام" لأنه في التكثير بمنزلة ما ذكرنا.

ومن كلام العرب: أنه لمنحار بوائكها٢. وقد أجرى سيبويه: "فعيلًا" "كرحيم" و"عليم" هذا المجرى, وقال: معنى ذلك المبالغة٣, وأباه النحويون٤ من أجل أن "فعيلًا" بابِه أن يكون صفة لازمة للذات وأن يجري على "فَعُلَ" نحو: ظَرُفَ فهو ظريف, وَكرُمَ فهو كريم, وشَرُفَ فهو شريف, والقول عندي كما قالوا. وأجاز أيضًا مثل ذلك/ ١١٦ في "فَعِلَ"٥.


١ من شواهد سيبويه ١/ ٥٧ على عمل "ضروب" عمل فعله. وسوق: جمع ساق. عقر البعير بالسيف: ضرب قوائمه. وكانوا يعقرون الناقة إذا أرادوا ذبحها، إما لتبرك فيكون أسهل لنحرها أو ليعاجل الرجل ذلك فلا تمنعه نفسه من عقرها.
والبيت من مقطعة لأبي طالب رثى بها أيا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي. وهذا رد على ما ذكره ابن الشجري في أماليه ٢/ ٢٠٦ من أن أبا طالب مدح بها النبي.
وانظر المقتضب ٢/ ١١٤، وأمالي ابن الشجري ٢/ ١٠٦، وابن يعيش ٦/ ٩٦-١٧٠، ٢/ ١٣٠، والديوان ١١.
٢ البوائك: جمع بائكة وهي الناقة السمينة، من باك البعير إذا سمن.
٣ الكتاب ١/ ٥٩.
٤ قال المبرد في المقتضب ٢/ ١١٤: فأما ما كان على فعيل نحو: رحيم وعليم، فقد أجاز سيبويه النصب فيه ولا أراه جائزا، وذلك أن "فعيلا" إنما هو اسم الفاعل من الفعل الذي لا يتعدى. فما خرج إليه من غير ذلك الفعل فمضارع له ملحق به، والفعل الذي هو "لفعيل" في الأصل إنما هو ما كان على "فَعُلَ" نحو: كرم فهو كريم ... وهذا ما يرتضيه المؤلف.
٥ الكتاب ١/ ٥٨ وذكر قول الشاعر مما جاء على فعل:
حذر أمورا لا تضير وآمن ... ما ليس منحيه من الأقدار

<<  <  ج: ص:  >  >>