للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طَردت وقولُكَ في "بنتٍ" دَعوى ويُبطلُ ما تقولهُ "عِضَة١"، لأَنَّ أَولَها مكسورٌ وهيَ مِنَ الواوِ يقالُ في جمعِها "عِضَوَاتٌ". قالَ الشاعرُ٢:

"هَذَا طَرِيقٌ يآزِمُ المآزِمَا ... وَعِضَوَاتٌ تَقْطَعُ اللَّهازِمَا

وكانَ يلزمهُ أَنْ يضمَّ أَولَ "سَنَةٍ" فيمَنْ قَالَ "سَنَواتٌ" لأَنَّها مِنَ الواوِ وكذلكَ: هَنَةٌ [هَنَواتٌ] ينشدون فيها٤:

أَرَى ابنَ نِزارٍ قَدْ جَفَاني وَمَلنَّى ... عَلَى هَنَواتٍ شَأنُها مُتَتَابِعُ

قالَ أَبو العباس٥: الذاهبُ مِنْ "ابن" واوٌ كمَا ذهبَ مِنْ "أَبٍ وأَخٍ"


١ انظر الكامل/ ٤٧٠.
٢ هذان بيتان من مشطور الرجز وهما من شواهد سيبويه ٢/ ٨١ على جمع عضة على عضوات فدل هذا على أنها محذوفة اللام وأنها من ذوات الاعتلال.
والعضوات: جمع عضة والعضة: من شجر الطلح، وهي ذات شوك، ويأزم: يعض، واللهازم: جمع لهزمة، وهي مضغة في أصل الحنك.
والمآزم: جمع: المأزم. وهو المضيق بين جبلين، يريد أن المضايق بالنسبة إلى ضيقه لا تذكر، ويروى: تمشق بدلا من "تقطع" وتمشق: تضرب.
وروى الأصمعي هذين البيتين عن أبي مهدية، وانظر: التصريف ١/ ٥٩، والكامل للمبرد/ ٤٧٠ واللسان "أزم، وعضة" والبغداديات لأبي علي/ ٨.
٣ أضفت كلمة "هنوات" لإيضاح المعنى.
٤ من شواهد الكتاب ٢/ ٨١، على أن من العرب من يقول في جمع هنت: هنوات أن مجيئه في الجمع بالواو يدل على أنها من ذوات الاعتلال، ولهذا فإن النسبة إليها عند من يرد المحذوف أن يقول: "هنوي" ومن جعل المحذوف هاء ردها في النصب. والهنوات: الأفعال القبيحة، أي أنه قد جفاني وقطعني بعد تتابع إساءتي. ويروى: متتايع، بالياء. ولم ينسب البيت لقائل معين.
وانظر: المنصف ٣/ ١٣٩. والمقتضب ٢/ ٢٧٠. وسر صناعة الإعراب ١/ ١٦٧. وأمالي ابن الشجري ٢/ ٣٨ والتذييل والتكميل ١/ ٢٠١. وشرح السيرافي ٤/ ٩١.
٥ انظر: المقتضب ٢/ ٩٢ و٢/ ٢٧٠. و"أبو العباس" ساقط من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>