للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنّما احتاجَ إلى تحريكهِ فبناهُ على "فَعَلٍ" كَما قالَ١:

"ولَمْ يُضِعْها بينَ فِرْكٍ وعَشَق ... "

وإنَّما هُوَ عِشْقُ فاحتاجَ فبناهُ على "فَعَلٍ".

قالَ المازني: وزعمَ الأصمعي قَالَ: سألتُ أَعرابيًا ونحن بالموضعِ الذي ذكرَهُ وزهيرُ حيثُ يقولُ:

ثم استَمرّوا وقَالوا: إنَّ مشرَبكم ... مَاءٌ بشرقيّ سَلْمَى فَيْدُ أَوْ رَكَكُ٢

هل تعرفُ "رَكَكاً" فقالَ: قَدْ كانَ هَهُنَا ماءٌ يُسَمَّى ركًّا. فهذَا مثلُ فَكَكٍ٣ فإذا أَلحقتَ هذه الأشياءَ التي ذكرتَ الأَلِفَ والنونَ في آخرها فإنّ الخَليلَ وسيبويهِ والمازنيَّ يدعونَ الصدرَ علَى ما كانَ عليهِ قبلَ أَنْ يلحقَ وذلكَ نحو: ردَدَانِ وإنْ أَردتَ "فَعُلانٌ" أَو "فَعِلانٌ" أَدغمتَ فقلتَ: "رَدَّانٌ" فيهما٤ وكانَ أَبو الحسن الأخفش يظهرُ فيقولُ: رَدُدَانٌ وَرَدِدَانٌ ويقولُ: هُوَ ملحقٌ بالألفِ والنونِ فلذلكَ يظهرُ لِيَسْلَمًَ البناء٥.


١ هذا الرجز لرؤبة بن العجاج من أرجوزة في وصف المفازة. والشاهد سكون الشين والفرك: بالكسر: البغضة عامة، وقيل: الفرك: بغضة الرجل امرأته وبغضة امرأته له، وهو أظهر. وقد فركته تفكره فركا وفركا: أبغضته. والعشق: العشق وهو عجب المحب بالمحبوب، ويكون عفاف الحب ودعارته.
وانظر: المنصف ٢/ ٣٠٧ والتهذيب ١/ ١٧٠. واللسان "سرر، وعشق، وفرك" والديوان/ ١٠٤. وإصلاح المنطق/ ٨/ ٩٨. ومعجم مقاييس اللغة ٤/ ٣٢١.
٢ هذا البيت لزهير بن أبي سلمي والشاهد فيه فك الإدغام في "رك" ورك: محلة من محال سلمى أحد جبلي طيء، وقيل هو ماء.
وانظر: المقتضب ١/ ٢٠٠. والمنصف ٢/ ٣٠٩. والخصائص٢/ ٣٣٤، والمحتسب ١/ ٨٧. والكامل/ ٣٢٤ والموشح/ ٤٨، ٢٥٠. والنوادر لأبي زيد/ ٣٠ وشرح السيرافي ١/ ٢٠٧. والأغاني ١/ ٣١١، والديوان/ ١٦٧.
٣ انظر: التصريف ٢/ ٣٠٩ ونوادر أبي زيد/ ٣٠. والمسلسل/ ١٣٩.
٤ انظر: الكتاب ٢/ ٤٠٢، والتصريف ٢/ ٣٠٩-٣١٠.
٥ انظر: التصريف ٢/ ٣١٠، والهمع ٢/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>