للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وأَنتمُ حينَ جَدَّ الأمرُ أكثرُها وأطيبُها١

قالَ: ومِنَ الشعراءِ الموثوقِ بهم في لغاتِهم كثيرٌ٢ مِمَّنْ قد أَخطأَ لأَنَّهُ وإنْ كانَ فصيحًا فَقَدْ يجوزْ عليهِ الوهلُ والزللُ مِنْ ذلكَ قولُ ذي الرّمةِ:

وقَفْنَا فقلنا إيهِ عَنْ أُم سَالمٍ ... ومَا بالُ تكليمِ الدّيارِ البلاقعِ٣

وهذَا لا يعرفُ إلا منونًا في شيءٍ من اللُغاتِ وقَولُه:

حَتَى إذَا دَوَمتْ في الأرضِ رَاجَعهُ ... كِبْرٌ وَلَو شَاءَ نَجّى نَفْسَهُ الهَرَبُ٤

إنَّما يقالُ: دَوّى في الأرضِ ودَوّمَ في السَّماءِ كمَا قالَ:

والشَّمْسُ حَيْرَى لَها في الجَوِّ تدويمُ٥


١ انظر: الإنصاف/ ٢٦٤، والخزانة/ ٧٢.
٢ كثير: ساقطة في "ب".
٣ مر تفسير هذا الشاهد في هذا الجزء.
٤ الشاهد فيه استعماله "دوم" في الأرض، والتدوم لا يكون إلا في السماء دون الارض، وقيل: أن دومت هنا، ومعناها: أبعدت واصله من دام يدوم.
وصف ثور الوحش مع كلاب الصيد، وقد هرب الثور أو هم بالهرب من الكلاب ولكنه أنف من الهرب فرجع إلى الكلاب.
والبيت لذي الرمة بن غيلان.
وانظر: الخصائص ٣/ ٢٨١. والاقتضاب لبطليوسي/ ١٥٩. واللسان ١٥/ ١٠٥ "دوم" والجمهرة لابن دريد ٢/ ٣٠٢. والأضداد لابن الانباري/ ٨٣. ومعجم مقاييس اللغة ٢/ ٣١٥. الديوان/ ٢٤.
٥ هذا شطر بين لذي الرمة في وصف جنديا وتكملته:
معرويرا رمض الرضاض يركضة ... والشمس حيرى لها في الجو تدويم.
أي: كأنها لا تمضي، فهو قد ركب حر الرضاض، والرمض: شدة الحر، ويركضه، يضربه برجله، وكذا يفعل الجندب.
والشمس حيري: تقف الشمس بالهاجرة عن المسير مقدار ستين فرسخا تدور على مكانها، ويقال: تحير الماء في الروضة، إذا لم يكن له جهة يمضي فيها. والتدويم: الدوران.
وانظر: مقاييسس اللغة ٢/ ٣١٥، والاقتضاب للبطليوسي/ ١٥٩ واللسان "دوم" والديوان/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>