للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه قوله:

وبَعْدَ عطائِكَ المائة الرِّتَاعا١

أراد: بعد إعطائك, وقال هؤلاء القوم: إذا جاءت الأسماء فيها المدح والذم وأصلها ما لم يسم فاعله رفعت مفعولها فقلت: عجبت من جنون بالعلم, فيصير كالفاعل وإنما هو مفعول. هذا مع المدح والذم ولا يقال ذلك في غير المدح والذم.


١ منع البصريون إعمال اسم المصدر المأخوذ من حدث لغيره، كالثواب والكلام والعطاء إلا في الضرورة، أما الكوفيون والبغداديون فجوزوه قياسا إلحاقا بالمصدر كالشاهد المذكور: وبعد عطائك.
وقال الكسائي: إمام أهل الكوفة إلا ثلاثة ألفاظ: الخبز والدهن والقوت، فإنها لا تعمل، فلا يقال: عجبت من خبزك الخبز ولا من دهنك رأسك ولا من قوتك عيالك.
وأجاز الفراء ذلك وحكى عن العرب مثل: أعجبني دهن زيد لحيته وانظر الهمع جـ٢/ ٩٥. والشاهد عجز بيت للقطامي عمير بن شييم من بني تغلب. وصدره.
أكفرا بعد رد الموت عني ... وبعد عطائك ...
وكان يمدح زفر بن الحارث الكلابي، وقد أسره في حرب فمن عليه وأعطاه مائة من الإبل.
وانظر الكتاب جـ١/ ٣٣١، والحجة لأبي علي جـ١/ ١٣٥، وأمالي ابن الشجري/ ١٤٢، والتمام في تفسير أشعار هذيل/ ٧٢. والأغاني جـ٢/ ٣١٠، والشعر والشعراء/ ٣٧٧، والخزانة جـ١/ ٣٩١ والديوان/ ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>