للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن/ ١٥٠ جئت بنكرة قلت: هذا أخوك قائمًا, قال الله تعالى: {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} ١. وأجاز أصحابنا الرفع في مثل هذه المسألة٢ على أربعة أوجه: أحدهما: أن تجعل "أخاك" بدلًا٣ من "هذا" وتجعل قائمًا خبر "هذا" والآخر: أن تجعل "أخاك" خبرًا لـ"هذا" وتضمر "هذا" من الأخ كأنك قلت: هذا أخوك هذا قائم, وإن شئت أضمرت "هو" كأنك قلت: هذا أخوك هو قائم وإن شئت كان "أخوك" وقائم خبرًا واحدًا٤, كما تقول: هذا حلو حامض أي: قد جمع الطعمين, ومثل هذا لا يجوز أن يكون "حلو" الخبر وحده ولا حامض الخبر وحده, حتى تجمعهما٥, وإذا قلت: هذا الرجل ولم تذكر بعد ذلك شيئًا, وأردت بالألف واللام العهد, فالرجل خبر عن "هذا" فإن جئت بعد "الرجل" بشيء يكون خبرًا جعلت "الرجل" تابعًا لـ"هذا" كالنعت؛ لأن المبهمة توصف بالأجناس, وكان ما بعده خبرًا عن "هذا" فقلت: هذا الرجل عالم, وهذه/ ١٥١ المرأة عاقلة, وهذا الباب جديد, فترفع "هذا" بالابتداء وترفع ما فيه الألف واللام بأنه صفة وتجعلهما كاسم واحد.

ومنه قول النابغة الذبياني:

تَوَهَّمْتُ آياتٍ لَهَا فَعَرفتها ... لِسِتَّةِ أعوامٍ وذَا العامُ سَابعُ٦


١ هود: ٧٢. وقرئ في الشواذ "شيخ" بالرفع - الإتحاف/ ٢٥٩. وانظر سيبويه جـ١/ ٢٥٨ والعامل المعنوي في الحال: الظرف، والجار والمجرور وحرف التثنية، نحو: ها أنا زيد قائما، واسم الإشارة نحو: ذا زيد راكبا، وحرف النداء، نحو: يا ربنا منعما، وانظر شرح الكافية ١/ ١٨٣.
٢ أي: إذا قال: هذا أخوك قائم. انظر الكتاب ١/ ٢٥٨.
٣ ويجوز أن يكون تبيينا "لهذا".
٤ أي: أنه جمع ذا وذا.
٥ لأنه لا يريد أن تنقض الحلاوة بالحموضة.
٦ من شواهد سيبويه جـ١/ ٢٦٠ "على رفع" سابع خبرا عن "ذا" لأن "العام" من صفته. فكأنه قال: وهذا سابع. والآيات: العلامات. يقول: تفرست بعلامات هذه الدار. ولم أتعرف عليها إلا بعد نظر واستدلال لفرط خفائها.
وفي بعض طبعات الديوان: ما عرفتها.
وانظر المقتضب ٤/ ٣٢٢، والصاحبي/ ٨٥، وشرح السيرافي ٣/ ١٩٩ والحجة ١/ ١٩٣. والعيني ٤/ ٤٨٢. والديوان/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>