للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الفائدة إلا ما في "سير"١ وجوازه على أنك إذا قلتَ: سير بعبد الله سيرٌ, فمعناه: سيرَ بعبد الله ضرب من السير/ ١٧٣؛ لأنه لو اختلف لكان الوجه أن تقول: سير بعبد الله سيران أي: سيرٌ سريعٌ وبطيء أو: قديمٌ وحديثٌ وهذا قولُ أبي العباس -رحمه الله-٢.

واعلم: أن قولهم ضرب زيد سوطًا, أن معناه: ضرب زيد ضربة بسوط فالسوط هنا قد قامَ مقامَ المصدر, ولذلك لم يجز أن تقيمَ السوطَ مقامَ الفاعلِ, لا يجوز أن تقول:

ضُرِبَ سوطٌ٣ زيدًا, كما تقول: أعطى درهم٤ عمرًا ...


١ لأنك لم تفد بقولك "سيرا" شيئا لم يكن "سير" أكثر من التوكيد.
٢ انظر: المقتضب ٣/ ١٠٤ و٤/ ٥١.
٣ لا يجوز هذا, وذلك أن السوط -إذا قلت: ضربت زيدا سوطا- مصدر ومعناه: ضربت زيدا ضربة بالسوط. ويدلك على ذلك قولك: ضربت زيدا مائة سوط، لست تعني: أنك ضربته بمائة سوط، ولكنك تعني: أنك ضربته مائة ضربة بسوط، أو بأكثر من ذلك من هذا الجنس.
٤ لما كان الدرهم مفعولا كعمرو جاز أن تقيمه مقام الفاعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>