للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سيبويه١: أجرى مجرى: هو مني مكان كذا, ولكنه/ ٢١٨ حذف. ودرج السيول ورجع أدراجه وقال: إنما يستعمل من هذا الباب ما استعملت العرب. وأما ما يرتفع من هذا الباب فقولك: هو مني فرسخان وأنت مني يومان وميلان وأنت مني عدوة٢ الفرس وغلوة٣ السهم٤ هذا كله مرفوع لا يجوز فيه إلا ذاك وإنما فصله من الباب الذي قبله أنك تريد: ههنا بيني وبينك فرسخان ولم ترد أنت في هذا المكان؛ لأن ذلك لا معنى له, فما كان في هذا المعنى فهذا مجراه نحو: أنت مني٥ فوت اليد, ودعوة الرجل.

قال سيبويه: وأما أنت مرأى ومسمع, فرفع لأنهم جعلوه الأول٦, وبعض الناس ينصب مرأى ومسمعًا, فأما قولهم: داري من خلف دارك فرسخًا فانتصب فرسخ لأن ما خلف دارك الخبر وفرسخًا على جهة التمييز فإن شئت قلت: داري خلف دارك فرسخان تلغي "خلف". قال سيبويه: وزعم يونس: أن أبا عمرو٧ كان يقول٨ / ٢١٩: داري من خلف دارك


١ الكتاب ١/ ٢٠٦.
٢ عدوة الفرس: أن تجعل ذلك مسافة ما بينك وبينه.
٣ غلوة السهم: يقال غلا السهم نفسه إذا ارتفع في ذهابه وجاوز المدى، وكذلك الحجر، وكل مرماة من ذلك غلوة.
٤ انظر الكتاب ١/ ٢٠٦، قال سيبويه: ومن ذلك قول العرب: هو مني درج السيل، أي: مكان درج السيل من السيل، ويقال: رجع أدراجه أي: رجع في الطريق الذي جاء منه.
٥ فوت اليد: يريد أنه يقرب ما بينه وبينه.
٦ الكتاب جـ١/ ٢٠٧. نص سيبويه: فإنما رفعوه لأنهم جعلوه هو الأول حتى صار بمنزلة قولهم: أنت مني قريب.
٧ أبو عمرو: أبو عمرو بن العلاء اسمه: زبان بن العلاء التميمي المازني، كان من أكثر الناس علما بالعربية وغريبها، وبالقراءات، نحويا لغويا ثقة مرضيا، توفي سنة ١٥٤هـ، ترجمته في مراتب النحويين/ ١٣، وأخبار النحويين/ ٢٢.
٨ الكتاب ١/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>