للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ومن كلام العرب: رأيت زيدًا مصعدًا منحدرًا, ورأيتُ/ ٢٤٢ زيدًا ماشيًا راكبًا١ إذا كان أحدُهما ماشيًا والآخر راكبًا وأحدكما مصعدًا والآخر منحدرًا. تعني أنك إذا قلت: رأيت زيدًا مصعدًا منحدرًا أن تكون أنت المصعد وزيد المنحدر فيكون "مصعدًا" حالًا للتاء و"منحدرًا" حالًا لزيد وكيف قدرت بعد أن يعلم السامع من المصعد ومن المنحدر جاز وتقول: هذا زيد قائمًا وذاك عبد الله راكبًا فالعاملُ معنى الفعل وهو التنبيه كأنك قلت: أنتبه له راكبًا وإذا قلت: ذاك زيد قائمًا فإنما ذاك للإِشارة كأنك قلت: أشير لك إليه راكبًا ولا يجوز أن يعمل في الحال إلا فعل أو شيء في معنى الفعل لأنها كالمفعول فيها٢, وفي كتاب الله: {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} ٣.

ولو قلت: زيد أخوك قائمًا وعبد الله أبوك ضاحكًا/ ٢٤٣ كان غير جائز. وذلك أنه ليس ههنا فعل ولا معنى فعل ولا يستقيم أن يكون أباه أو أخاه من النسب في حال ولا يكون أباه أو أخاه في أخرى٤, ولكنك إن قلت: زيدٌ أخوك قائمًا فأردت: أخاه من الصداقة جاز, لأن فيه معنى فعل كأنك قلت: زيد يؤاخيك قائمًا فإذا كان العامل غير فعل ولكن شيء في معناه لم تقدم الحال على العامل لأن هذا لا يعمل مثله في المفعول وذلك


١ انظر المقتضب ٤/ ١٦٩.
٢ انظر الكتاب ١/ ٢٥٦. باب ما ينتصب لأنه خبر للمصروف.
٣ هود: ٧٢ وقرئ في الشواذ: شيخ بالرفع - الإتحاف/ ٢٥٩ وانظر الكتاب ١/ ٢٥٨.
٤ في المقتضب ٤/ ١٦٨: "ولا يستقيم أن يكون أباه في حال، ولا يكون أباه في حال أخرى".

<<  <  ج: ص:  >  >>