للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لام الجر فتخفضهُ, ولذلكَ أيضًا بابٌ يذكر فيه إلا أنها تزادُ إذا أردت أن تسمع بعيدًا, وأما ما حذفُ من آخره في النداء فقولهم في فلان: يا فل أقبل.

وذكر سيبويه أن: هناه ونومان وفل أسماء اختص بها النداء. وقال: قول العرب: يا فل أقبل, لم يجعلوه اسمًا حذفوا منه شيئًا يثبت في غير النداء ولكنهم بنوا الاسم على حرفين وجعلوه بمنزلة دم والدليل١ على/ ٤٠٢ ذلك أنه ليس أحد يقول: يا فلا. فإن عنوا امرأة قالوا: يا فلة, وإنما بني على حرفين؛ لأن النداء موضع تخفيف ولم يجز في غير النداء؛ لأنه جعل اسمًا لا يكون إلا كناية لمنادى نحو: يا هناه ومعناه. يا رجل. وأما فلان. فإنما هو كناية عن اسم سمي به المحدث عنه خاص غالب قال: وقد اضطر الشاعر فبناه على هذا المعن, ى قال أبو النجم:

في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلانًا عن فُلِ٢

قوله في لجة أي: في كثرة أصوات, ومعناه: أمسك فلانًا عن فلان,


١ انظر: الكتاب ١/ ٣١١. و١/ ٣٣.
٢ من شواهد سيبويه ١/ ٣٣٣ على استعمال "فل" مكان "فلان" في غير النداء، ضرورة واستشهد به مرة ثانية ٢/ ١٢٢، على أن "فل" أصله "فلان" فإذا صغر رد إلى أصله وهذا الرجز لأبي النجم العجلي، وقبل الشاهد:
تدافع الشيب ولم ... تقتل في لجة....
واللجة: بفتح -اللام وتشديد الجيم- اختلاط الأصوات في الحرب شبه تزاحمها ومدافعة بعضها بعضا بقوم شيوخ في لجة وشر يدفع بعضهم بعضا، فيقال: أمسك فلانا عن فلان، أي: أحجز بينهم، وخص الشيوخ، لأن الشباب فيهم التسرع إلى القتال، أي: هي في تزاحم ولا تقاتل كالشيوخ.
وانظر: المقتضب ٤/ ٢٣٨، والصاحبي/ ١٩٤، وشرح السيرافي ٣/ ٦٧، ومعجم مقاييس اللغة ٤/ ٤٧٧، والشعر والشعراء/ ٥٨٦، والجمهرة لابن دريد ٢/ ٢٥، والأغاني ٩/ ٧٤، وأمالي ابن الشجري ٢/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>