للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا لَلِّرجَالِ لِيوْمِ الأربعاءِ أما ... يَنْفَكُّ يُحْدِثُ لِي بَعْدَ النُّهى طَربا١

وقال آخر:

تَكَنَّفَني الوُشَاةُ فَأَزْعَجُوني ... فَيا للناسِ لِلواشي المُطَاعِ٢

فالذي دخلت عليه اللام المفتوحة هو المدعو, والمستغاث به, والذي دخلت عليه اللام المكسورة هو الذي دعي له ومن أجله.

واعلم: أنه لا يجوز أن تقول: يا لزيدٍ لمن هو قريب منك ومقبل عليك. وذكر سيبويه: أن هذه اللام التي للاستغاثة بمنزلة الألف التي تبين بها في الوقف إذا أردت أن تسمع بعيدًا, فإن قلت: يا لزيد٣ / ٤٠٥ ولعمرو


١ الشاهد فيه: فتح لام المستغاث به، وكسر لام المدعو له.
والبيت من قصيدة غزلية لعبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي، وفي معجم البلدان ١/ ١١١، لما ولي الحسن بن زيد المدينة منع عبد الله بن مسلم بن جندب أن يؤم الناس في مسجد الأحزاب فقال له: أصلح الله الأمير، لِمَ منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبل؟ قال: ما منعك إلا يوم الأربعاء. ثم ذكر القصيدة، وذكر ثعلب هذه القصيدة في مجالسه، وانفرد المبرد بنسبة الشاهد للحارث بن خالد، وانظر: المقتضب ٤/ ٢٥٦، ومجالس ثعلب/ ٤٧٤-٤٧٥. والكامل للمبرد/ ٦٠١، طبعة ليبسك، وروايته: ينفك يبعث، والإنصاف/ ٢٦٥، وأسرار العربية/ ٢٩٠، والعيني ٤/ ٩٦، والتمام في تفسير أشعار هذيل/ ١٦٨، وكتاب منازل الحروف/ ٥١.
٢ من شواهد سيبويه ١/ ٣١٩، على فتح اللام الأولى من "الناس" لأنهم مستغاث بهم وكسر الثانية لأنه مستغاث من أجله.
وتكنفني الوشاة: أي: أحاط بي الوشاة. جمع واش. من وشى به: إذا سعى، وأزعجوني: أقلقوني وإنما وصفه بالمطاع، لأنه أراد به أباه ومن يحذو حذوه في الإشارة بالكلام مثل: أمه وعشيرته والبيت لقيس بن ذريح المحاربي وقد تزوج "بلبنى بنت الحباب الكعبية" بعد أن هام بها واشتغل بها عن كل شيء، فصعب ذلك على أبيه وأشار إليه بالطلاق فلم يقبل ...
وانظر: شرج المفصل ١/ ١٣١، وشرح السيرافي ٣/ ٥١، والكامل للمبرد/ ٦٠١، طبعة ليبسك، والعيني ٤/ ٢٥٩، ونسبه لحسان بن ثابت، والموجز لابن السراج/ ٤٩.
٣ انظر: الكتاب ١/ ٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>