للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم: أن "لا" إذا جعلت كـ"ليس" لم تعمل إلا في نكرة ولا يفصل بينها وبينَ ما عملت فيهِ لأنها تجري رافعة مجراها ناصبة. وأما قول الشاعر/ ٤٦٤.

ألا رجلًا جَزاهُ اللَّهُ خَيرًا ... يَدُلُّ على محصَلة تَبيتُ١

فزعم الخليل: أنه أراد: الفعل وأنه ليس لـ"لا" ههنا عمل, إنما أراد ألا ترونني٢, وأما يونس فكان يقول: إنما تمنى ولكنه نوّن مضطرًا٣ وكان يقول في قول جرير:

فلا حَسَبًا فَخَرْتَ بهِ لِتَيِمِ ... ولا جَدا إذا ذُكِرَ الجُدودُ٤

إنما نوّن مضطرًا, وكذا يقول أبو الحسن الأخفش.


١ من شواهد سيبويه ١/ ٣٥٩ على نصب رجل وتنوينه، لأنه حمله على إضمار فعل وجعل: ألا حرف تحضيض, والتقدير: ألا ترونني رجلا ولو جعلها: ألا التي للتمني لنصب ما بعدها بغير تنوين.
وأراد بالمحصلة: المرأة التي تحصل الذهب من تراب المعدن وتخلصه منه وطلبها للمبيت إما للتحصيل أو للفاحشة. والبيت لعمرو بن قعناس المراري. وانظر: شرح السيرافي ٣/ ٩٦، ونوادر أبي زيد/ ٥٦، والسيوطي/ ٧٧، وابن يعيش ٢/ ١٠١، والعيني ٢/ ٣٦٦، والخزانة ١/ ٤٥٩ و٢/ ١١٢.
٢ انظر: الكتاب ١/ ٣٥٩.
٣ انظر: الكتاب ١/ ٣٥٩.
٤ من شواهد الكتاب ١/ ٧٣ واستشهد به سيبويه على نصب الحسب بإضمار فعل، والفعل المقدر هنا واصل إلى المفعول بذاته في معنى الفعل الظاهر، والتقدير: ولا ذكرت حسبا فخرت به. يخاطب عمر بن لجأ وهو من تميم، فيقول: لم تكسب لهم حسبا يفخرون به ولا لك جد شريف تعول عليه عند ازدحام الناس للمفاخر والحسب: الكرم وشرف الإنسان في نفسه وأخلاقه، والجد: أبو الأب. وقيل: الجد: هنا الحظ، أي: ليس لتيم حظ في علو المرتبة والذكر الجميل. وانظر: شرح السيرافي ٢/ ٧، والمفصل للزمخشري/ ٥١، وابن يعيش ١/ ١٠٩، والخزانة ١/ ٤٤٧ والديوان/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>