للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

أَجِّره الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ١

لما كان قبله فتحٌ اتبع. فأما قول القائل: ما لَمْ يعلَما, فقد قيلَ فيه: إنهُ يريدُ النونَ الخفيفة، وأما قولُه: لا تُهالِه فإنه حركَ اللام لالتقاء الساكنين؛ لأنه قد علم أنه لا بد من حذفٍ أو تحريكٍ، وكان الباب هُنا الحذف وأن تقولَ: لا تهل ولكن فعلَ ذلك من أجل القافية؛ لأن الألف لازمةٌ لحرف الروي فرده إلى أصله فالتقى ساكنان، الألف واللام التي أسكنت للجزم فحرك اللام بالفتح لفتحة ما قبلها ولما منه الفتح وهي الألف وأدخل الهاءَ لبيان الحركة، وتقولُ: زرني ولأزركَ، فتدخل اللام؛ لأن الأمر لكَ, فإذا كان المأمور مخاطبًا


١ عجز بيت، وصدره:
إيها فداء لك يا فَضَالَهْ ... أجره الرمح.......
وهو في نوادر أبي زيد منسوب إلى راجز لم يسمه، وأجره: اطعنه فيه؛ لأن الإجراء الطعن في الفم, ولا تهاله أراد: لا تهل بالجزم على البناء للمجهول، أي: لا يفزعك شيء, والهاء للوقف.
وانظر: نوادر أبي زيد/ ١٣، والمقتضب ٣/ ١٦٨, وسر صناعة الإعراب ١/ ٩٢، والتمام في تفسير أشعار هذيل/ ١٤، والاشتقاق/ ٣٢١، وشرح المفضليات للأنباري/ ٥٧، والحجة لأبي علي ١/ ٥٠، والارتشاف/ ٣٨٣، وشرح سقط الزند ٣/ ٩٦٩، وابن يعيش ٤/ ٧٢، واللسان ٣/ ٥١٠، والاقتضاب للبطليوسي/ ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>