للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجلُ؟ " فإن قلت: "مِنَ الرجل" فالفتح١ أحسن، من قبل أن الميم مكسورة فيثقل الكسر بعد كسرة ولكثرة الاستعمال أيضًا, والكسرة الأصل, فكل ما لا يتحرك إذا لقيهُ ساكن حرك، من ذلك قولك: "هذا زيد العاقلُ" حركت التنوين بالكسر.

والآخر: ما حرك من أواخر الكلم السواكن من أجل سكون ما قبلها، وليس التحريك تحريك البناء كأين وأولاءِ وحيث, فمن ذلك الفعل المضاعف والعرب تختلف فيه, وذلك إذا اجتمع حرفان من موضع واحد؛ فأهل الحجاز يقولون: "ارددْ وإنْ تضاررْ أضاررْ"٢ وغيرهم٣ يقول: "ردَّد" وفرّ, وإنْ تردَّ أرَدّ ويقولون: لا تضار؛ لأن الألف يقع بعدها المدغم, والذين يدغمون يختلفون في تحريك الآخر, فمنهم من يحركه بحركة ما قبلها أي: حركة كانت وذلك٤ رُدَّ وعُضَّ وفُرَّ واطمئن واستعدَّ واجترَّ؛ لأن قبلها فتحة٥، فإذا جاءت الهاء والألف التي لضمير المؤنث فتحوا أبدًا فقالوا: رُدَّها وعُضَّها وفُرَّها؛ لأن الهاء خفية فكأنه قال: فِرّا ورِدّا ولم يذكرها، فإذا٦ كانت الهاء [مضمومة] ٧ في مثل قولهم: ردهو ضموا كأنهم قالوا: رُدوا. فإن جئت بالألف واللام [وأردت] ٨ الوصل كسرت الأول كله فقلت: رُدِّ القومَ وردِّ ابنكَ وعَضِّ الرجل وفُرِّ اليوم؛ وذلك لأن الأصل: ارْدُدْ فهو ساكن, فلو قلت: اردُدِ


١ يقول الكسائي: إن سبب فتح النون في "من" هو أن أصلها "منا" انظر شرح الشافية ٢/ ٤٤٦, وفي اللسان ١٧/ ٣١١ أن قبيلة قضاعة تقول "منا" بدلًا من "من".
٢ انظر الكتاب ٢/ ١٥٨، وقرأ ابن مسعود: "ولا تضارر" على لغة أهل الحجاز، البقرة: ٢٣٣، وانظر البحر المحيط.
٣ يريد بني تميم وكثيرًا من العرب، انظر الكتاب ٢/ ١٥٨-١٥٩.
٤ في "ب" نحو.
٥ انظر: الكتاب ٢/ ١٥٩.
٦ في "ب" وإذا.
٧ زيادة من "ب".
٨ زيادة من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>