للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضعه وتقدم جاز تقدمه, لأن النية فيه أن يكون متأخرًا, والذي لا يجوز عندنا أن يكون قد وقع في١ موقعه وفي٢ مرتبته فحينئذ لا يجوز أن ينوى به غير موضعه, ولأصول التقديم والتأخير موضع يذكر فيه إن شاء الله. ولا يحسن عندي أن تقول: "آكلًا كان زيد طعامك" من أجل أنك فرقت بين آكل, وبين٣ ما عمل فيه بعامل آخر, ومع ذلك فيدخل لبس في بعض الكلام, وإنما يحسن٤ مثل هذا في الظروف نحو قولك: راغبًا كان زيد فيك, لاتساعهم٥ في الظروف, وأنهم٦ جعلوا لها فضلًا على غيرها في هذا المعنى, ولا أجيز أيضًا: آكلًا كان زيد أبوه طعامك, أريد٧ به٨: كان زيد آكلا/٧٦ أبوه طعامك, للعلَّة التي ذكرت لك, بل هو ههنا أقبح, لأنك فرقت بين "آكل" وبين ما ارتفع به, وفي تلك المسألة إنما٩ فرقت بينه وبين ما انتصب به, والفاعل ملازم لا بد منه, والمفعول فضلة, وقوم لا يجيزون: كان خلفك أبوه زيد, وهو جائز عندنا وقد مضى تفسيره, ويقولون١٠: لا يتقدم "كان" فعل١١ ماضٍ ولا مستقبل. وما جاز أن يكون خبرًا فالقياس١٢ لا يمنع من تقديمه إذ كانت الأخبار تقدم إلا أني لا أعلمه مسموعًا من العرب. ولا


١ في: ساقطة في "ب".
٢ في: ساقطة في "ب".
٣ بين: ساقطة في "ب".
٤ في "ب" حسن.
٥ في "ب" لأنهم اتسعوا.
٦ وأنهم: ساقطة في "ب".
٧ في "ب" تريد.
٨ به: ساقطة في "ب".
٩ في "ب" أيضا بدلا من "إنما".
١٠ ويقولون: ساقطة في "ب".
١١ فعل: ساقط في "ب".
١٢ في "ب" والقياس.

<<  <  ج: ص:  >  >>