للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يلعب به يسمى لعبة -صحيحٌ ومعروفٌ لغةً (١)، لكنَّ نصِّية عائشة -رضي الله عنه- ا على أن لُعَبها كنَّ بناتٍ يمنع من حمله إلا على الصور الحقيقية، وذلك بدلالة اللغة، فقد فسر- أهل اللغة البنات هنا بأنها التماثيل التي يلعب بها الصبايا (٢)، وكفى باللغة دليلًا على ذلك.

ثانيًا: علل أهل العلم استثناء لعب الأطفال من الصور المحرمة، فقال الحَلِيمي: «للصبايا في ذلك فائدتان: إحداهما عاجلة، والأخرى آجلة:

فأما العاجلة، فالاستئناس الذي في الصبيان من معادن النشوء والنمو؛ فإن الصبي إن كان أنعم حالًا، وأطيب نفسًا، وأشرح صدرًا كان أقوى وأحسن نموًّا؛ وذلك لأن السرور يبسط القلب، وفي انبساطه انبساط الروح، وانتشاره في البدن، وقوة أثره في الأعضاء والجوارح.

وأما الآجلة، فإنهن سيعلمن من ذلك معالجة الصبيان، وحبهم، والشفقة عليهم، ويلزم ذلك طبائعهنَّ، حتى إذا كبرن وعاينَّ لأنفسهنَّ ما كنَّ تسرينَّ به من الأولاد كنَّ لهم بالحق كما كنَّ لتلك الأشباه بالباطل» (٣).

ثالثًا: بوَّب الإمام النسائي (٤) على أحاديث المطلب بقوله: «إباحة الرجل اللعب لزوجته بالبنات»، وظاهر هذه الترجمة عدم التقييد بحال الصغر، قال ابن حجر: «وفيه نظر» (٥).

قلت: يؤيد استعمال البالغة للُّعب -الحديث الذي ورد فيه أن ذلك حدث من عائشة -رضي الله عنه- ا بعد قفوله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك، فتكون عائشة في تلك السنة قد بلغت قطعًا-؛ ولكن الحديث ضعيفٌ مضطرب؛ فلا يصح الاستدلال به على ذلك.

والقول بأن ذلك جرى منها وهي صغيرة متعين؛ فقد أخرج مسلم (٦)،


(١) ينظر: تعريف اللعب في أول الرسالة.
(٢) ينظر: الفائق ١/ ١٣١، مشارق الأنوار ١/ ٩١، النهاية ١/ ١٥٨، لسان العرب ١٤/ ٨٩، تاج العروس ٢٣/ ٢٢٨.
(٣) المنهاج ٣/ ٩٧.
(٤) سنن النسائي الكبرى ٥/ ٣٠٥.
(٥) فتح الباري ١٠/ ٥٢٧.
(٦) صحيح مسلم ح (١٤٢٢).

<<  <   >  >>