قرئ قوله تعالى: {بِضَنِينٍ} بالضاد، وبالظاء، فقرأ عامة قرّاء المدينة والكوفة {بِضَنِينٍ} بالضاد، بمعنى: أنه غير بخبل عليهم بتعليمهم ما علَّمه الله، وأنزل إليه من كتابه. وقرأ بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين {بِظَنِينٍ} بالظاء، بمعنى: أنه غير متهم فيما يخبرهم عن الله من الأنباء. هذا وقد أخرج ابن جرير ٣٠/٨١ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن زر {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ} قال: الظنين: المتهم. وفي قراءتكم {بِضَنِينٍ} والضنين: البخيل، والغيب: القرآن. ثم اختار ابن جرير قراءة الضاد. قلت: وكلا القراءتين متواتر، ومعناه صحيح، كما قال ابن كثير ٨/٣٦٢. وقد أخرج ابن جرير ٣٠/٨٢ من طريق سعيد، عن قتادة، قوله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} قال: إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمداً، فبذله وعلَّمه ودعا إليه، والله ما ضنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل بلَّغه ونشره وبذله لكل من أراده. وكذا قال عكرمة، وابن زيد، وغير واحد. وانظر: إبراز المعاني من حرز الأماني ٤/٢٤٩-٢٥٠، والبدور الزاهر ص٣٣٦. أما بخصوص هذا الأثر فلم أقف عليه مسنداً، إلا أن ابن حجر قد بين أن إسناده صحيح - كما في الأعلى -. هذا وقد نقل ابن كثير في تفسيره ٨/٣٦٢ عن سفيان بن عيينة قال: ظنين وضنين سواء، أي: ما هو بكاذب، وما هو بفاخر، والظنين: المتهم، والضنين: البخيل. أهـ.