للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث في شكواهم ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم لهم: "تريدون أن تقولوا مثل ما قال أهل الكتاب: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا"، فقالوها فنزلت {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخر السورة" وفيه في قوله: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: "نعم".

وفيها "فلما فعلوا نسخها الله، فأنزل الله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} إلى آخر السورة، ولم يذكر قصة ابن عمر١.

[٣٥١] وروى أحمد من طريق مجاهد قال: دخلت على ابن عباس فقلت: كنت عند ابن عمر فقرأ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ} فبكى، فقال قلوبنا ليست بأيدينا، فقال: قولوا سمعنا وأطعنا، فقالوا، فنسختها٢ هذه


١ فتح الباري ٨/٢٠٦.
أخرجه مسلم بسنده عنه بطوله. الصحيح: كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، رقم١٩٩-١٢٥.
وذكره ابن كثير ١/٥٠١-٥٠٢ برواية أحمد ومسلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور ٢/١٢٧ وزاد نسبته لأبي داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
٢ أي أزالت ما تضمنته من الشدة وبينت أنه وإن وقعت المحاسبة به لكنها لا تقع المؤاخذة به. أشار إلى ذلك الطبري فرارا من إثبات دخول النسخ في الأخبار.
وأجيب بأنه وإن كان خبرا لكنه يتضمن حكما، ومهما كان من الأخبار يتضمن الأحكام أمكن دخول النسخ فيه كسائر الأحكام، وإنما الذي لا يدخله النسخ من الأخبار ماكان خبرا محضا لا يتضمن حكما كالأخبار عما مضى من أحاديث الأمم ونحو ذلك.
ويحتمل أن يكون المراد بالنسخ في الحديث التخصيص؛ فإن المتقدمين يطلقون لفظ النسخ عليه كثيراً.
انظر: تفسير الطبري ٦/١١٨-١١٩، وفتح الباري ٨/٢٠٧.
فائدة: قال ابن حجر: المراد بالمحاسبة في قوله {يُحَاسِبْكُمْ} بما يخفي الإنسان ما يصمم عليه ويشرع فيه دون ما يخطر له ولا يستمر عليه. والله أعلم. أهـ. الفتح ٨/٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>