١ وفي إسناد هذا الحديث "يزيد الفارسي"، لم يرو عنه هذا الحديث غير عوف ابن أبي جميلة، وهو - أعني يزيد - في عداد المجهولين. قال ابن حجر: هو غير يزيد ابن هرمز الذي خرّج له مسلم التقريب ٢/٣٧٢. وقد انفرد بروايته. قال البخاري في التاريخ الكبير ٨/٣٦٧ قال لي علي - يعني ابن المديني - قال عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -: يزيد الفارس هو ابن هرمز، قال: فذكرته ليحيى فلم يعرفه، قال: وكان يكون مع الأمراء. وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم٣٩٩ فهذا يزيد الفارس الذي انفرد بروايته هذا الحديث يكاد يكون مجهولا حتى شبهه على مثل ابن مهدي. وأحمد والبخاري أن يكون هوابن هرمز أو غيره، ويذكره البخاري في " الضعفاء " فلا يقبل منه مثل هذا الحديث ينفرد به، وفيه تشكيل في معرفة سور القرآن الثابتة بالتداثر القطعي قراءة وسماعا وكتابة في المصاحف، وفيه تشكيل في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه في ذلك، فلا علينا إذا قلنا: إنه حديث لا أصل له، تطبيقا للقواعد الصحيحة التي لاخلاف فيها بين أئمة الحديث. وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند ١/٤٦٢ - بعد أن نقل أقوال الأئمة المحققين في نقدهم لهذا الحديث - قال: فلا عبرة بعد هذا كله في هذا الموضوع بتحسين الترمذي، ولا بتصحيح الحاكم، ولا بموافقة الذهبي، وإنما العبرة للحجة والدليل، والحمد لله على التوفيق اهـ. هذا وقد ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني أيضا في ضعيف سنن الترمذي رقم٥٩٩. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/٤٤ برواية الترمذي ثم نسبه إلى أحمد وأبي داود والنسائي وابن حبان والحاكم، ولم يعلق عليه بشئ، وهذا خلاق عادته رحمه الله.