للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٥٤٣] وله طريق آخر عن أبي هريرة أخرجه عبد بن حميد من طريق عاصم عن أبي صالح عنه، لكنه موقوف ١.


= ابن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، أن أبا رافع حدثه عن أبي هريرة، فذكره.
والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم٢٥٢٠. وقال ابن كثير في تفسيره ٥/١٩٤ وهذا إسناد جيد قوي، ولكن في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية - أي قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً} [الآية ٩٧]- يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته. ولكن هذا وقد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا قليل، فيقولون: غدا نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون: غداً نفتح، ويلهمون أن يقولوا "إن شاء الله" فيصبحون وهو كما فارقوه، فيفتحونه - قال - وهذا متَّجه، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فإنه كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه. والله أعلم. أهـ كلامه.
هذا وقد نقل الشيخ شعيب الأرنؤوط مقالة ابن كثير هذه في تعليقه على صحيح ابن حبان، وأيَّده قائلا: ومما يؤكد ما قاله ابن كثير أن الوهم من بعض الرواة ما رواه مسلم بن الحجاج في كتابه "التمييز" ص ١٢٨: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، حدثنا مروان الدمشقي، عن الليث بن سعد، حدثني بكير بن الأشج، قال: قال لنا بسر بن سعيد: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحدثنا عن كعب الأحبار، ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن كثير في البداية ٨/١٠٩ عن مسلم، وقال بإثره: وفي رواية: يجعل ما قاله كعب الأحبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، فاتقوا الله وتحفظوا من الحديث. وانظر: سير أعلام النبلاء ٢/٦٠٦. ثم قال - أي شعيب الأرنؤوط - وقد وهم الشيخ ناصر الألباني في تصحيح هذا الحديث ورده على ابن كثير. أهـ.
١ فتح الباري ١٣/١٠٩.
انظر التعليق السايق. وعاصم هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، روى عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي وائل، وأبي صالح السمان وغيرهم، وعنه الأعمش ومنصور وهما من أقرانه وعطاء ابن أبي رباح وهو أكبر منه وشعبة والسفيانان وغيرهم. صدوق، له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، مات سنة ثمان وعشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب ٥/٣٥، والتقريب ١/٣٨٣، وأما أبو صالح فهو ذكوان تقدم برقم ٤٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>