للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان إذا رحل الناس أقام يصلي ثم اتبعهم، فما سقط منهم من شيء حمله حتى يأتي به أصحابه.

قالت عائشة: فلما مرّ بي ظن أني رجل فقال: يا نومان قم؛ فإن الناس قد مضوا، قالت: فقلت: إني لست رجلا أنا عائشة، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

ثم أناخ بعيره، فعقل يديه ثم ولّى عني، فقال: يا أمة قومي فاركبي، فإذا ركبت فائذنيني، قالت: فركبت، فجاء حتى حل العقال، ثم بعث حمله، فأخذ بخطام الجمل.

فقال ابن عمر: فما كلمها كلاما حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله ابن أبي بن سلول المنافق: فجر بها ورب الكعبة، وأعانه على ذلك جماعة حسان بن ثابت الأنصاري ومسطح بن أثاثة وحمنة، وشاع ذلك في العسكر، وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم مما قالوا، حتى رجعوا إلى المدينة، وأشاع عبد الله بن أبي بن سلول هذا الحديث في المدينة، واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت عائشة: فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب، فحملت معي السطل وفيه ماء، فوقع السطل منها، فقالت: تعس مسطح، قالت لها عائشة: سبحان الله تتعسين رجلا من أهل بدر وهو ابنك. قالت لها أم مسطح: إنه سال بك السيل وأنت لا تدرين وأخبرتها الخبر. قالت: فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقلص ما كان بي ولم أبعد المذهب.

قالت عائشة: وقد كنت أرى من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك جفوة، ولم أدر من أي شيء هي؟ فلما حدثتني أم مسطح فعلمت أن جفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذاك، فلما أخبرتني أم مسطح قالت عائشة: فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا

<<  <  ج: ص:  >  >>