للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} الآيات ١٠٢-١٠٧

[٢٢٥٥] قيل كان إبراهيم نذر إن رزقه الله من سارة ولدا أن يذبحه قربانا فرأى في المنام أن أوف بنذرك، أخرجه ابن أبي حاتم عن السدي، قال: فقال إبراهيم لإسحاق انطلق بنا نقرب قربانا وأخذ حبلا وسكينا ثم انطلق به حتى إذا كان بين الجبال قال: يا أبت أين قربانك؟ قال: أنت يا بني، إني أرى في المنام أني أذبحك، الآيات، فقال: اشدد رباطي حتى لا أضطرب وأكفف ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي فتراه سارة فتحزن، وأسرع مرّ السكين على حلقي ليكون أهون عليّ، ففعل ذلك إبراهيم وهو يبكي وأمرَّ السكين على حلقه فلم تحز وضرب الله على حلقه صفيحة من نحاس فكبه على جبينه وجز في قفاه، فذاك قوله {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} فالتفت فإذا هو بكبش فأخذه وحل عن ابنه١.

[٢٢٥٦] جاء عن ابن عباس وهو عند أحمد من طريق أبي الطفيل عنه قال: إن إبراهيم لما رأى المناسك عرض له إبليس عند المسعى فسبقه إبراهيم فذهب به جبريل إلى العقبة فعرض له إبليس فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، وكان على إسماعيل قميص أبيض، وثم تله للجبين فقال: يا أبت إنه ليس لي قميص تكفنني فيه غيره فاخلعه، فنودي من خلفه {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ


١ فتح الباري ١٢/٣٧٧-٣٧٨.
قال ابن حجر - عقبه -: هكذا ذكره السدي ولعله أخذه عن بعض أهل الكتاب.
والأثر أخرجه ابن جرير ٢٣/٧٨ من طريق أسباط، عن السدي، بنحوه مطولا.

<<  <  ج: ص:  >  >>