والقرآن والحديث يطلقان على هذا المستوى من التلقي العقلي، والتنفيذ العملي اسم "حمية الجاهلية"؛ لأنه يلغي أنماط التفكير الصحيح، ويمنع الإرادات من النمو إلى الدرجة التي تفرز العزم اللازم لحمل الرسالة، ويحول دون نمو القدرات التسخيرية اللازمة لبناء الحضارات والمحافظة عليها. ولذلك تسخر البيئة إنسان هذا الطور بدل أن يسخرها، ويبدأ التقهقر في مدارج الانحطاط والتخلف.
جـ- مضاعفات المرض في مستوى التفاعل مع الرسالة "شبكة العلاقات الاجتماعية":
في هذا الطور يستشري الخلل في مستوى التفاعل مع توجيهات الرسالة بالقدر الذي يستشري الخلل في "المثل الأعلى" للأمة. وتظهر مضاعفات هذا الخلل في شبكة العلاقات الاجتماعية التي تنظم العلاقات داخل الأمة وخارجها. أما مظاهر هذا الخلل فتكون كما يلي:
تصبح رابطة "الإيمان" بالقبيلة "أو نظائرها" هي الحمية المحددة لـ"جنسيات" الأفراد و"ثقافاتهم" الفعلية.
ويصبح الحي أو الإقليم الذي تسكنه القبيلة "أو نظائرها" هي الشكل الفعلي للمهجر وطبقا له يختار الأفراد مواقع سكناهم، وانتماءاتهم واتجاهاتهم.
ويتخذ "الجهاد" شكل المنافحة عن مصالح القبيلة والعمل في سبيلها.
ويتحدد مفهوم "الإيواء" في توفير الإقامة، والاطمئنان المعيشي بحدود القبيلة أو نظائرها.
ويتحدد مفهوم "النصرة" في الحمية القبلية المنافحة عن القبيلة أو نظائرها.
وتغير محتويات عناصر الأمة بهذا الشكل يؤدي إلى تغير مماثل في القيم والفضائل التي توجه شبكة العلاقات الاجتماعية فتصبح كما يلي: