للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى مخزون أرصدة الأفكار والقوم والقبيلة لـ"تنفق" عند الحاجة من أجل مصالح الفرد الخاصة.

وفي هذا الطور تتفاعل مضاعفات المرض وتدفع بالأمة إلى حالة النزع الذي تتمثل مظاهره فيما يلي:

أ- ضآلة التفاعل مع الخبرات الاجتماعية والكونية:

يتفاقم انحساب التفاعل مع الخبرات الاجتماعية، والكونية تبعا لتفاقم انحسار "المثل الأعلى" في الأمة. ويكون التجسيد العملي لهذا التفاقم في ميدان التربية حيث "يقرأ الفرد باسم نفسه" دونما أية فلسفة تربوية أو أهداف، وإنما يتدرب على -المعلومات والمهارات- التي تسوقه في أي مجتمع وتحت أي لواء. ولذلك يتحول إلى مواطن مرتزق يجوب الأرض للعمل تحت أي لواء، ويمنح لكل جهة ولاء.

ب- تفاقم انحسار مستوى التفاعل مع الرسالة:

في هذا الطور تصبح رسالة الفرد في الحياة أن يعيش طبقا لما يقتضيه محور ولائه لنفسه، وتصبح شبكة العلاقات الاجتماعية كما يلي:

يصبح محتوى "الإيمان" بشهوات الفرد وتأمينها محدد لـ"جنسيته وثقافته"، فهو يقابل للذوبان في أية جنسية وفي أية ثقافة.

ويصبح المكان الذي يجد الفرد فيه قضاء مصالحه هو "المهجر" الذي يشد إليه رحاله.

ويصبح العمل لتأمين المصالح المذكورة هو مظهر "الجهاد" الذي يفرغ الفرد فيه طاقاته العقلية، والنفسية، والجسدية.

ويتحدد مفهوم "الإيواء" في توفير الإقامة المريحة الزاخرة بمصالح الفرد نفسه.

ويتحدد مفهوم "النصرة" في منافحة الفرد عن مصالحة الخاصة دون سواها.

<<  <   >  >>