بل إن القرآن ينتقد بشدة لاذعة الذين يقفزون عند السماع الأولى للمشكلة إلى إصدار الأحكام، وإشاعتها دون السماح لها بالمرور بمنطقة السماح الداخلي الذي يشترك به مع القدرات العقلية، ويتبادل معهما التحليل والتأليف والاستنتاج. ويصف القرآن هذا الأسلوب المتسرع بأنه تلقيا للمعلومات الأولية باللسان دون الصبر عليها حتى تمر بالأذن، وتصل إلى منطقة الوعي. ويتهدد القرآن الفاعلين لذلك بالعقوبة الإلهية لما يترتب على هذا الأسلوب من أخطاء في الحكم، وعدوان على الأبرياء:
وحين تتعقد المواقف والمشكلات -خاصة تلك التي تتعلق بأمور السلم، أو أمور الحرب والأخطار -وتحتاج إلى درجات عالية من القدرات العقلية والخبرات العميقة، ومناهج التفكير الحكيم، فإن القرآن يعيب على أولئك الذين يتلقونها باللغط، والإشاعة ويوجه إلى وجه إقامة هيئة متخصصة يكون عملها تحليل هذه المواقف، والمشكلات واستنباط أسبابها، والحلول اللازمة لمواجهتها: