للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الطبيعي أن العاملين في هذه الهيئة يحتاجون إلى إعداد متميز في مجال تربية القدرات العقلية، ومنهج التفكير الحكيم لمساعدتهم على استنباط الأمور وعلمها. ومن الطبيعي أن يجري انتقاء الذين تجري تربيتهم للعمل في مثل هذه الاختصاصات من بين "أولي الألباب" المتفوقين من ذوي القدرات العقلية العالية:

ب- أشكال التفكير:

وأما عن القسم الثاني لمنهج التفكير السليم، وهو -أشكال التفكير- فهذه تشمل ما يلي:

١- تدريب المتعلم على النقد الذاتي بدل التفكير التبريري:

نعني بالنقد الذاتي ذلك الأسلوب من التفكير، الذي يحمل صاحبه المسئولية في جميع ما يصيبه من مشكلات ونوازل، وأما ما ينتهي إليه من فشل.

ونعني بالتفكير التبريري ذلك التفكير الذي يفترض الكمال بصاحبه، وإذا أخطأ

برأه من المسئولية، وراح يبحث عن مبررات خارجية، وينسب أسباب الأخطاء، أو القصور والفشل إلى الآخرين.

والقرآن -في جميع توجيهاته- يقرر النقد الذاتي قاعدة أساسية في جميع النواقص، والأخطاء الفردية أو الاجتماعية. ومن توجيهاته في هذا المجال قوله تعالى:

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: ٣٠] .

{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: ٣٢] .

وفي قصة آدم وإبليس توجيهات واضحة لممارسة النقد الذاتي، وإدانة للتفكير التبريري وإلقاء المسئولية على الآخرين. فمع إن أحداث القصة تذكر

<<  <   >  >>