للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأعتقناهم"؟. فقال رسول الله "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إليَّ من أن آمر بالزنى ثم أُعتق الولد وأَما قوله: "ولد الزني شر الثلاثة" فلم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجل من المنافقين يؤذى رسول الله فقال: "من يعذرني من فلان قيل: "يا رسول الله، إنه مع ما به ولد زنى" فقال: "هو شر الثلاثة" والله تعالى يقول: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [النجم: ٣٨]، وأما قوله: "إن الميت يعذب ببكاء الحى" فلم يكن الحديث على هذا، ولكن رسول مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه، فقال: "إنهم ليبكون عليه وإنه ليعذب" والله يقول: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [سورة البقرة: ٢٨٦].

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه (١).

وعن الحاكم أخرجه البيهقي في سننه في كتاب الأيمان، في باب عتق ولد الزنى، ثم قال: "وسلمة الأبرش يروى مناكير" (٢).

قال الذهبي في مختصره: "هو مختلف فيه" (٣) وقد وثقه أبو داود.

قال البيهقي: روى عن أَبي سليمان الشامي بُرْد بن سِنَان عن الزهري عن عائشة [مرسلًا] في إعتاق ولد الزنى (٤).


(١) المستدرك (٢/ ٢١٥) (٢٥) كتاب العتق.
عن أبي بكر أحمد بن إسحاق به.
قال الذهبي في التلخيص: سلمة لم يحتج به مسلم، وقد وثق، وضعفه ابن راهويه.
وفى المطبوعة: "أقنع" في المواضع كلها، وما أثبتناه من المخطوط والمستدرك.
وحديث "ولد الزنا شر الثلاثة":
رواه أبو جعفر الطحاوى بإسناد حسن من طريق أبي حذيفة، عن الثوري، عن سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة "شرح مشكل الآثار ٢/ ٣٦٦).
ورواه الحاكم (٤/ ١٠٠) والبيهقى: (١٠/ ٥٩) من طريقين عن أبي حذيفة بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(٢) السنن الكبرى (١٠/ ٥٨) كتاب الأيمان.
(٣) انظر التخريج السابق.
(٤) المصدر السابق (الموضع نفسه).
وما بين المعكوفين من السنن، وهى ساقطة من المخطوط، والسياق يقتضيها.