للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعلم أن جماعة من الصحابة رووا هذا الحديث ولم يذكروا فيه الوضوءَ من حمله، منهم عائشة. أخرجه أبو داود (١)، ومنهم حذيفة: أخرجه البيهقى (٢)، وهو يقوى إنكار عائشة.


= عن حامد بن يحيى، عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة، عن النبي … وأحاله على حديث قبله، متنه:
من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ.
وهذا إسناد صحيح.
قال أبو داود: هذا منسوخ، وسمعت أحمد بن حنبل وسئل عن الغسل من غسل الميت فقال: يجزيه الوضوء.
قال أبو داود: أدخل أبو صالح بينه وبين أبي هريرة في هذا الحديث - يعني إسحاق مولي زائدة.
ت: (٣/ ٣١٨ - ٣١٩) (٨) كتاب الجنائز (١٧) باب ما جاء في الغسل من غسل الميت. رقم (٩٩٣).
من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي قال: من غُسْلِه الغسل، ومن حمله الوضوء - يعنى الميت.
قال: وفى الباب عن علي وعائشة.
وقال: حديث أبي هريرة حديث حسن، وقد روى عن أبي هريرة موقوفًا.
أما اعتراض عائشة فعند البيهقي:
السنن الكبرى: (١/ ٣٠٧) كتاب الطهارة - باب الغسل من غسل الميت.
من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن محمد بن عمر، عن محمد بن إبراهيم أن عائشة قالت: سبحان الله، أموات المؤمنين أنجاس؟ وهل هو إلا رجل أخذ عودًا فحمله؟
(١) د: (٣/ ٥١١) الموضع السابق. رقم (٣١٦٠).
من طريق مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب العنزى، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أنها حدثته أن النبي كان يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت.
قال أبو داود: وحديث مصعب ضعيف، فيه خصال، ليس العمل عليه.
وقال البيهقي في السنن الكبرى: (١/ ٣٠٠): أخرج مسلم في الصحيح حديث مصعب بن شيبة، عن طريق طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، عن عائشة عن النبي : عشر من الفطرة، وترك هذا الحديث فلم يخرجه، ولا أراه تركه إلا لطعن بعض الحفاظ فيه …
(٢) السنن الكبرى (١/ ٣٠٤) في الكتاب والباب السابقين. =