للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العصاة، لم تر الله ﷿ قد غلَّظ في شيء تغليظه في إفك عائشة (١).

وعن ابن عباس أنه قال بالبصرة يوم عرفة وقد سئل عن هذه الآيات: "من أَذنب ذنبًا ثم تاب منه قبلت توبته، إلا من خاض في إفك عائشة" ثم قال: "برأَ الله تعالى أَربعة بأَربعة: يوسف بالوليد، وموسى بالحجر، ومريم بإنطاق ولدها: "إنى عبد الله" وبرأ عائشة بهذه الآيات العظيمة (٢).

فإن قلت: فإن كانت عائشة المرادة فكيف قال: المحصنات؟ قلت: "فيه وجهان: أَحدهما: أن المراد أزواج النبي وليكن (٣) الحكم شاملًا للكل. والثانى: أَنها أُم المؤمنين فجُمعت إرادة لها ولبناتها من نساء الأمة.

(السادسة): - جعله قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة.

(السابعة): - شرع جلد القاذف، وصار باب القذف وحده بابًا عظيمًا من أبواب الشريعة، وكان سببه قصتها ؛ فإنه ما نزل بها أَمر تكرهه إلا جعل الله فيه للمؤمنين فرجًا ومخرجًا، كما سبق نظيره في التيمم.

تنبيه جليل: على وهمين وقعا في حديث الإفك في صحيح البخارى:


= عَلَيْهِ. وكانَ رَسولُ الله يَسأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمرِى، فقالَ: يَا زَينبُ مَا عَلِمْتِ؟ ما رأيتِ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسولَ اللهِ، أَحْمِي سَمْعِى وبَصَرِى، والله ما عَلِمْتُ عَلَيها إِلَّا خَيرًا. قَالَتْ: وهي التي كانَتْ تُسامِيني، فَعَصَمَها الله بالوَرَعِ".
قال وحَدَّثَنَا فَلَيحٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وعَبدِ اللهِ بن الزُّبيرِ مِثْلَه. قالَ وحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ رَبيعَةَ بن أَبي عَبْدِ الرَّحمنِ ويَحْيى بن سعيدٍ عَنِ القَاسِمِ بن مُحَمَّدِ بن أَبي بَكْرٍ مِثْلَهُ.
م: (٤/ ٢١٩ - ٢١٣٧) (٤٩) كتاب التوبة - (١٠) باب في حديث الإفك وقبول التوبة - عن حبان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن ابن شهاب ومن طرق أخرى به. رقم (٥٦/ ٢٧٧٠).
(١) تفسير الكشاف (٣/ ٦٧) في تفسير قوله تعالى في سورة النور: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
(٢) المصدر السابق (٣/ ٦٨) وفيه: "ولقد برأ الله تعالى أربعة بأربعة: برأ يوسف بلسان الشاهد: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾، وبرأ موسى من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه، وبرأ مريم بإنطاق ولدها حين نادى من حجرها الله ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾ وبرأ عائشة بهذه الآيات العظام في كتابه المعجز المتلو على وجه الدهر".
(٣) في المطبوعة: "وليكون الحكم" وما أثبتناه من الأصل.