س١: يدندن بعض المعارضين لحجية السنة بأن أسانيد الأحاديث لم تدون إلا بعد قرن من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فما رأي سماحتكم؟
الجواب على هذه الشبهة:
هذا صحيح من أحد الجوانب، فإن السنة لم تدون أسانيدها إلا في وقت متأخر، أما متون الأحاديث فمن المفروغ منه أنه دونها بعضهم، فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما دون وكتب بعض الأحاديث لنفسه، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة لبعض الوفود فكتبوا لهم كتابا ببعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان عنده صحيفة لما سٌئل: ما عندكم غير الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما عندنا إلا كتاب الله وهذه الصحيفة. وفيها جملة أحكام.
وعلى هذا فقد كان بعض السنة مدونا في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام لكن هذا ليس بصفة عامة، وحيث إن أغلب السنة كان غير مدون، ومن دون فقد دون لنفسه، أو جماعة خاصة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
إلا أن أذهان أولئك كانت سيالة تغنيهم عن التقييد والكتابة، وقد منعوا من الكتابة ابتداء مخافة أن تلتبس السنة بالقرآن، وهذا ثابت في الأحاديث